تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التنافسية والحوار الوطني

منطقة حرة
الخميس 15-9-2011
د. حيان أحمد سلمان

تعتبر التنافسية الاقتصادية من أهم مرتكزات ومؤشرات النمو والتنمية المجتمعية، وإلى حد ما تحدد موقع الدول على الخارطة الاقتصادية، ويتوقف مستواها على درجة عقلانية التعامل مع الموارد المجتمعية المتاحة من مادية ومالية وبشرية،

ولكن من أهم هذه الموارد هي الموارد البشرية لأنها غاية ووسيلة التنمية العامة الشاملة، وهذا كان جوهر جلسات الحوار الوطني وخاصة في اللجان الاقتصادية، مع التركيز على أن مؤشر التنافسية يرتبط بشكل مباشر مع المؤشرات الاقتصادية الأخرى مثل الإنتاجية والهدر ومكافحة الفساد والمنظومة الإدارية وغيرها.‏

ويؤدي زيادة مستواها إلى تحسين مباشر في رؤوس المثلث الاقتصادي المنشود وخاصة زيادة الناتج المحلي الإجمالي ونصيب الفرد منها وتقليل معدل البطالة والتضخم أي تحسين مستوى معيشة المواطن السوري، ولها دور كبير في تقليل أو زيادة التفاوت بين الدول، حيث استطاعت الكثير من دول العالم النامي اللحاق بل تجاوز بعض الدول الصناعية من خلال زيادة مؤشرات التنافسية مثل الصين والهند وماليزيا وكوريا وروسيا والبرازيل...الخ.‏

وهذا ما بدأ يركز عليه الباحثون الغربيون في دراساتهم وأبحاثهم الاقتصادية، فقد أكد مثلاً الباحث (لسترتاور) في كتابه «الصراع على القمة» الصادر عن دار عالم المعرفة في الكويت التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون وتحديداً في الصفحة (190) على أن الطلاب الأميركيين احتلوا المرتبة الثامنة في ترتيب التلاميذ في سن العاشرة من 15 بلداً من بلدان العالم وأن أميركا لديها أقصر سنة دراسية وأقصر يوم دراسي في العالم الصناعي حيث لديها 180 يوماً مقابل 220 - 240 يوماً في ألمانيا و 240 يوماً في اليابان و 250 يوماً في كوريا..الخ.‏

واعتماداً على ذلك يؤكد الباحث أن قوة العمل في أميركا هي أقل تعليماً منها في دول أخرى، وهذا أدى إلى تراجع جودة المنتجات الأميركية وقدرتها التنافسية، وقد أكد التقرير الاقتصادي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا وهو يصدر تقريراً سنوياً عن دول العالم الصناعية، فأكدت أن المتنجات الأمريكية احتلت المرتبة 12 من 23 دولة من حيث الجودة والمرتبة رقم 10 من حيث الالتزام في مواعيد التسليم كما تؤكد الدراسات الاقتصادية الأخرى بأن بريطانيا تحولت من قائدة للمجتمع الصناعي في القرن التاسع عشر إلى دولة متوسطة القوة الاقتصادية بسبب تراجع معدل انتاجية العمل وبالتالي تراجع درجة مستوى التنافسية لمنتجاتها، والآن استطاعت ماليزيا اللحاق بركب الدول الصناعية من خلال تصنيع موادها الأولية، وخاصة المطاط وتصديرها بدلاً من تصديرها مواد خام، والصين وهي أكبر دولة في العالم حيث يتجاوز عدد سكانها 1.3 مليار نسمة أي بنسبة 25٪ من سكان العالم تقريباً فإنها حققت فائضاً تجارياً مع دول اوروبا وأمريكا ولديها أكبر احتياطي نقدي من العالم، وهكذا نلاحظ ان مستوى التطور يتوقف على تحسين مؤشر التنافسية، لذلك كان تركيز الحوار الاقتصادي في جامعة تشرين على كيفية وسبل وآلية تقوية تنافسية المنتجات السورية في السوقين الداخلية والخارجية منطلقين من أن قوتنا جميعاً هي قوة بلدنا الغالي وخاصة في ظل المؤامرة الدولية والحرب الغربية التي تشن علينا حالياً وبأن زيادة مؤشر التنافسية السورية يمكننا من التحدي والتصدي للتحديات الداخلية والخارجية ويحقق لنا المزيد من الاستقرار السياسي والرفاه الاقتصادي ويساعدنا بشكل مباشر من تحسين دخلنا وتعديل ميزاننا التجاري وتحسين المؤشرات الاجتماعية والتصدي لمخططات الآخرين ضد سورية ويقوي من موقعنا الاقتصادي والتاريخي و الجغرافي ويضع حداً للتضليل الإعلامي من قنوات إعلامية مأجورة من الخارج لها باحثيها المأجورين وكما قال علامتنا الكبير بن خلدون:‏

أن الغلط في الأخبار التاريخية يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية وهي التحيز المغرض والثقة الساذجة والجهل بطباع الأحوال...‏

وسنتجاوز هذه المؤامرة لأن الأعداء وقعوا في الأمراض الثلاثة السابقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د.حيان سليمان
د.حيان سليمان

القراءات: 919
القراءات: 1082
القراءات: 884
القراءات: 1149
القراءات: 894
القراءات: 936
القراءات: 1073
القراءات: 960
القراءات: 877
القراءات: 845
القراءات: 807
القراءات: 2183
القراءات: 917
القراءات: 1001
القراءات: 1070
القراءات: 1006
القراءات: 994
القراءات: 1079
القراءات: 2329
القراءات: 992
القراءات: 1431
القراءات: 1101
القراءات: 1130
القراءات: 1104
القراءات: 1114

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية