ومثلما يفكر الأهل بشراء مستلزمات المدرسة الحلوة ليكون أبناؤهم بأجمل صورة ، فإن الأمل أن تكون دور العلم نموذجا جذابا للجمال والنظافة .
فهل هيئت المدارس خلال العطلة الصيفية لتكون صديقة للبيئة ..أم أنها ظلت منسية ومنفرة لها وتفتقد لأدنى مقوماتها .. سؤال مهم لأنه لا يتعلق بمظهر عام لمدرسة مستأجرة مظلمة أو أخرى في أقصى الريف أو في أطراف المدن .. إنما يتضمن مختلف جوانب العملية التربوية ابتداء من المنهاج والبنية التحتية و المدرسة نفسها و تأهيل الكادر التدريسي ، إضافة إلى تعاون المجتمع المحلي والجهات الرسمية وفي مقدمتها البلديات .
وتكمن المشكلة بصورة خاصة في البناء المدرسي الذي غالبا ما يتحول إلى كتل اسمنتية صماء وتغيب عن الباحات أي نوع من أنواع الأشجار أو الورود إلا ما قل وندر ..
وبعض هذه المدارس أيضا ، لا توجد فيها حاويات قمامة، وإذا ما أضفنا إلى ذلك دورات المياه المتسخة وعدم تنظيف خزانات المياه لأصبحت الصورة قاتمة وباتت المدارس منفرة ولا تلبي احتياجات الأطفال ..
وهذه هي الصورة التي ارتسمت بمخيلتنا نتمنى أن لا نجدها ونحن في مطلع عام دراسي جديد ، وحتى إذا كان جزء منها لم يكتمل فإن الوقت لم ينفد بعد ولابد من تدارك ذلك في الأيام الأولى للمدرسة.
ولهذا نأمل أن يكون الدرس الأول وللجميع النظافة والجمال من خلال تفقد باحات المدرسة وصفوفها ودورات المياه وخزانات مياه الشرب والندوات المدرسية والجدران ومداخل المدرسة وحدائقها وحتى محيطها والطرق المؤدية إليها.
ونشير هنا إلى تجارب مهمة يمكن الاستفادة منها وتعميمها إذ نفذت عدة مدارس في دمشق ومحافظات أخرى برامج للمدرسة صديقة البيئة ونجحت بجعل الاهتمام دائما في النظافة العامة والنظافة الشخصية للطلاب خصوصا المغاسل ودورات المياه حيث يوزع على الطلاب المتفوقين مواد التنظيف كمعجون الأسنان والفرشاة والصابون وتعطى الهدايا بشكل دوري للطلاب الأكثر اهتماما بصفهم ونظافتهم الشخصية .
كذلك يتم الاهتمام ببوفيه المدرسة وفقا لتعليمات وزارة التربية إذ يلزم العاملون فيها بارتداء روب أبيض وقفازات والأكل يكون مغلفا وفي حال أي مخالفة تتخذ عقوبات شديدة تصل حتى الإغلاق..
فهل تستفيد المدارس المنسية من التجارب النموذجية وتبادر إلى حملات النظافة والتجميل لتكون مراكز جذب للتلاميذ وأهاليهم.. أم أن اللامبالاة ترافق اليوم الأول وهنا تتحمل الإدارات ومديريات التربية مسؤوليتها بالمتابعة..