ويؤكد التقرير أن حكومة بنيامين نتنياهو حققت أرقاما قياسية في بناء الشقق الاستيطانية خلال العام الفائت لتصل الى 1850 شقة ، 35 بالمائة منها بنيت داخل ما يعرف بالمستوطنات النائية والعشوائية شرقي جدار الفصل، أي في الضفة الغربية المحتلة.
وتشير كثير من المعطيات إلى أن الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين يخطّطون لجعل العام الجاري عاما للمد الاستيطاني من خلال بناء آلاف الشقق السكنية في الضفة خاصة في منطقة القدس، وهو ما يعكس بحسب متابعين توجهات أيديولوجية واقتصادية في وقت واحد، بغية استكمال المشروع الاستيطاني الصهيوني القائم على سياسة الاحلال السكاني من جهة، وبغية حل أزمة السكن في إسرائيل نفسها من خلال التوسع العمراني على حساب الاراضي العربية من جهة اخرى .
وما تخطط له حكومة نتنياهو هذا العام هو زيادة وتيرة الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية بنسبة تصل إلى 30 بالمائة حيث توجد اليوم 120 مستوطنة رسمية في الضفة الغربية اضافة إلى 98 أخرى تسمى عشوائية و13 مستوطنة داخل منطقة القدس يقطنها نحو نصف مليون مستوطن، منهم نحو 200 ألف في القدس المحتلة.
وتدرك حكومة نتنياهو أن غياب حتى مجرد الحديث عما يسمى بالسلام في المنطقة، وانشغال المجتمع الدولي إما بأوضاع داخلية مثل الانتخابات في اميركا، أو خارجية مثل المواجهة الاوروبية مع ايران، وفي ظل ما تشهده بعض دول المنطقة من تطورات داخلية، يشكل فرصة سانحة وفريدة لبث زخم جديد في سياستها الاستيطانية القديمة والمتجددة دوما بوصفها الثابت الوحيد لدى كل حكومات إسرائيل منذ عقود.