على التقاط حادثة صغيرة ألمت بها - وهي صغيرة فعلا قياساً بكوارث افتعلتها أميركاً خارج أراضيها - وتحويلها الى أداة للابتزاز السياسي, تشن من خلالها الحروب على من تشاء من «الإرهابيين».
منذ عشر سنوات وواشنطن تنجح في تحويل هذه الذكرى إلى مأتم دولي, وإلى سوق للمتاجرة بقيم رفيعة كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, ويتم ذلك على الطريقة الأميركية القائمة على «الخياروفقوس» المهم ان الولايات المتحدة تنجح كل عام قبيل الذكرى, في لعب دور الضحية ولمرة واحدة, فما إن يهل أيلول حتى يبدأ الضخ الإعلامي الدولي عن «فجيعة الفجائع» ليتلفح العالم كله بالسواد ولتغدو معها مآسي البشرية مجرد حوادث متواضعة.
واشنطن تطرفت كثيراً في استثمار الحدث, وكأنها تريد القول إن الدماء الأميركية هي الأغلى, وهي بذلك ترتكب حماقة, فالذي سال في هيروشيما وناغازاكي وفي فيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها ليس ماء.
تنجح أميركا في تسويق أيلولها كل سنة, ويحيي اليهود على مدار العام ذكرى الهولوكست، وفيما تعولم أيلولها منذ عشر سنوات, لتجعل منه شهر البشاعة, نفشل نحن العرب ومنذ ستين عاماً في عربنة, لاعولمة, ألف مجزرة ومجزرة, وسنبقى فاشلين في تحويل قتلانا إلى قديسين وملائكة مادمنا نعتبر الإعلام اكسسواراً لاأزميلاً للنحت.