فما هو واقع الشباب في سورية ؟وما هي احتياجاتهم ؟وما هو توزعهم الجغرافي وما هو واقعهم التعليمي وعدد العاملين منهم و العاطلين عن العمل ..والأهم كيف يتعاملون مع وسائل الاتصال أوقات الأزمات ..وما هي نظرتهم إلى مستقبل وطنهم والانتخابات القادمة لمجلس الشعب والإدارة المحلية وغيرها ؟.
فهل هيئنا أنفسنا ونحن في هذا الحراك لشريحة الشباب ..وهل نملك قاعدة معلومات عنهم تجعلنا نتخذ القرار الصحيح والمناسب ..أم أننا وفي غمرة تشعب وتعقد مسارات الإصلاح نسينا هذا الجانب المهم للغاية ..؟.
الواقع يؤكد أن كل الدراسات عن هذه الشريحة قديمة وغير محدثة ومتناثرة هنا وهناك ولا تصلح لرؤية استراتيجية ترتكز على دقة المعلومات ..ولهذا لابد أن نتدارك الوقت وبسرعة لبناء قاعدة معلومات متكاملة لتكون جاهزة أمام متخذي القرار لتستثمر هذا الرأسمال البشري في التنمية السريعة والمتكاملة ..بدلا من تعاملها مع أرقام غير صحيحة تعيق التنمية وتجعل الرؤية قاصرة ومضللة وتقودنا للمجهول.
ما يجعلنا نطرح هذا الموضوع الآن هو المحاولة الجادة للمركز الوطني للبحوث والدراسات الشبابية التابع لاتحاد الشبيبة الذي اجتمعت هيئته الاستشارية مؤخرا لمناقشة خطة العمل المستقبلية للمركز وسبل الارتقاء بعمله وتقديم دراسات معبرة عن احتياجات الشباب وطموحهم .
ولئن كان المركز يحتاج إلى ترويج وتسويق له ليكون مرجعا وطنيا خصوصا وان عمره سبع سنوات ، فإن المطلوب إعطاؤه دفعا جديدا على نحو عاجل جدا من الحكومة ليستطيع القيام بدوره وتجميع وتحديث المعلومات عن واقع الشباب السوري وتزويد كل الجهات المعنية بها ليساهم في نهاية المطاف في إمداد صانعي القرار والإعلام بنتاج البحوث التي أجريت أو ستجرى مستقبلا .
كما ان خطة تنفيذ استطلاعات رأي دورية تتناول الموضوعات التي تهم الشباب وتمس حياتهم اليومية وإصدار تقرير سنوي حول واقع الشباب في سورية يحتاج أيضا لإمكانيات فنية وبشرية مادية كبيرة .
فهل فعلاً ننوي توفير قاعدة معلومات حديثة عن الشباب ..أم أن ذلك مصيره التسويف أمام الروتين وغياب المتابعة والجدية وهذا ما يرفضه الجميع .