تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق: نساء.. وأزياء

معاً على الطريق
الجمعة 7/11/2008
قمر كيلاني

ما كانت دمشق في يوم من الأيام إلا شعاعا في شعاع لكل ما ينتشر عنها ويذاع.. فقد كانوا يقولون إن الأناقة واللباقة تنبع من دمشق وتفيض على ما حولها سحرا وجمالاً..

فإذا بمن يزورها أو يقيم فيها يتلمس منابع هذا السحر وهي تتجلى ليس في النساء والأزياء بل بما وهب الله هذه المدينة من آلاء.. فنساء دمشق على مر العصور كن صفحات من تاريخ تتوالى عليه السطور.‏

ومنذ أزمان سحيقة وجدنا الرسوم محفورة على الحجر.. كما عثرنا على أوصاف أزياء النساء من اللقى الأثرية ومن المراجع أيضا العربية وغير العربية.. لكن القرون المتأخرة من تاريخ النساء لقرنين على الأقل, وقد حجبت المرأة عن الأنظار نسبيا, لم تكن خلالها تقصر في ابتكار الأزياء من المشغولات بخيوط الذهب أو الفضة- أو بأنواع الحجارة الكريمة, وبألوان تثبت على الدهر وكأنها تحفة دائمة أو مستديمة, فكانت الأثواب الدمشقية للمناسبات والحفلات آية من آيات الفن الرفيع, ولاتزال آثارها حتى اليوم, وكذلك ما يصنعه البروكار أو الدمقس من إضفاء روح الخصوصية على القماش الذي اقتبس اسمه من دمشق وانتشر في العالم, وإذا كانت المرأة في ما قبل القرنين الأخيرين تحتجب وراء الملاءات أو ما يشبه العباءات فإن انكشاف هذه السترات تتيح المجال أمام الناظر فينبهر لأجمل الأزياء التي هي روح دمشق, والتي تعبر عنها تلك الأزياء بصور الأزهار والأشجار, وربما الفراش, والحمائم, وأنواع الطيور المغردة, والتي تسللت من الأزياء لتصل إلى العقود تزين النحور بما ينسجم مع تلك الأزياء.‏

تلك الخصوصية شديدة للمرأة الدمشقية التي تخيط أثوابها بيدها, وتنمقها, وتجملها, وتتحرى من أجلها تفصيلة معينة كأنها تستجمع فيها روح دمشق كلها.. وما كانت الأرياف المحيطة بدمشق تقتبس من أزياء دمشق لأن لكل من هذه الأرياف تقليدا يفرض عليها نوعا من الأزياء يتناسب مع تقاليدها, ومع ذوقها ومزاجها.. فالمزة عندما كانت بلدة صغيرة كان لنسائها زي خاص بألوان خاصة, وكذلك بقية بلدات الريف التي كانت تندمج في دمشق في كل شيء فتقتبس منها ما عدا أزياء النساء.‏

وهكذا الأمر مع سائر المدن السورية ومناطقها حتى أنهم كانوا يميزون في المناسبات المرأة من أي مدينة هي من خلال أزيائها.‏

ولما بدأت البضائع الأجنبية تقتحم أسواق دمشق تطورت أزياؤها مع القطيفة مثلا, وبما يبرق من أقمشة رقيقة وشفيفة, لكنها كلها تحتفظ بالخطوط الأساسية لأزياء النساء في دمشق, فالمادة المصنوعة تطورت أو اختلفت لكن الروح الدمشقية ظلت كما هي.‏

وها نحن في المتاحف التي تحكي قصة الأزياء والنساء نرى بوضوح تلك الصور فنعتبرها من الفلكلور, أو مما تركته الأمهات والجدات لكننا لواردنا أن نتلمس الخطوط الأساسية للأثواب الدمشقية لوجدنا أن ملامح كثيرة لاتزال موجودة في التفاصيل الدقيقة.. ولقد مرت الأمثال والأشعار وكل ما روي في الكتب والأسفار لتتحدث عن المرأة الدمشقية وهي تتجلى في أبهى زينتها وفي أجمل حليتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 4283
القراءات: 1358
القراءات: 1068
القراءات: 911
القراءات: 944
القراءات: 985
القراءات: 954
القراءات: 2747
القراءات: 1300
القراءات: 1043
القراءات: 1098
القراءات: 1289
القراءات: 1150
القراءات: 988
القراءات: 1020
القراءات: 1058
القراءات: 1034
القراءات: 1128
القراءات: 1309
القراءات: 1105
القراءات: 1044
القراءات: 1156
القراءات: 1172
القراءات: 1110
القراءات: 1129

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية