الوضع الأمني في تحسن كبير، والانتصارات الميدانية تركت آثارها على الوضع الداخلي انفراجاً كبيراً في حركة المواطنين، ولكون حي الميدان المنطقة الأكثر اكتظاظاً باعتباره مطبخ دمشق المفتوح ولا يكاد يخلو من الزوار حتى في ساعات الليل المتأخرة ، الأمر الذي يدفع أصحاب المشروع التآمري للبحث عن أساليب جديدة للمضي في العمل التخريبي والإرهاب بعامة، فكان استهداف مقر قسم الشرطة المدنية في الميدان ضمن الخطة الإرهابية المستمرة في محاولاتها لضرب الاستقرار والأمان على امتداد الساحة السورية.
العملية ببساطة تستهدف تخريب الحل السياسي المستند إلى الإنجازات الميدانية في جميع جبهات المواجهة، والعالم كله يترقب مخرجات مؤتمرات أستانة وجنيف ومحاولات الخروج بصيغة سياسية يتم إقرارها وتبنيها من جانب الأمم المتحدة وضمانها من جانب حكومات ضامنة ودعمها من جانب جهات مشاركة على المستوى الإقليمي، وهو أمر سيتحقق بالتأكيد وفق الرؤية السورية الوطنية المبنية على تضحيات جيشنا العربي السوري الباسل وصمود وثبات ودعم أبناء شعبنا على مدى السنوات السبع الماضية، فمع تباشير النصر الأكيد ترتفع الهجمة المعادية للتأثير في مسار النصر الناجز.
المستغرب حتى اللحظة أن الحكومات التي تدعي محاربتها للإرهاب لم تصدر بياناً يدين هذا العمل الإرهابي المشين، وهو سلوك اعتدناه على مدى سنوات العدوان، فلن ننتظر إدانات من جانب الغرب الاستعماري على الرغم من الإرهاب الذي يضرب أوروبا وهو في ازدياد، فلا هم يدركون حقيقته، ولا يتخذون مواقف تتوافق والمبادئ التي يتشدقون بها، وهم سيبقون كذلك إلى أن يكتووا بشكل أكبر. الرحمة لشهدائنا جميعاً والمجد والخلود لأرواحهم وهي تعبّد درب انتصارنا القادم.