فيحللون لهذا، ويحرمون ذات الشيء على ذاك..يرون في هذا متمردا خارجا على القانون، «ابن لادن تلميذ لديه»، إذا كان لهم مصلحة عند غريمه.. فيما ذات الحالة لدى شخص آخر هو ثائر لا يشق له غبار، وغيفارا أمامه تلميذ في طلب الحرية، إذا كان الغريم خارجاً عن طوقهم .
ينتفضون على قرصنة إسرائيل واعتداءاتها على السفن في المياه الدولية، ويصفون أفعالها تلك بالإجرامية «وهي كذلك»، ويعملون ذات الشيء في بحر مرمره تحت غطاء الدفاع عن حرية الشعوب وتنفيذ القرارات الدولية، ينتقدون قيام حكومة في بلد ما ببسط الأمن على أراضيها وملاحقة الجماعات الإرهابية، فيما هم يقصفون الآخر في عقر داره وهو صاحب سيادة والحجة ملاحقة الإرهابيين والقيام بضربات استباقية.
بالأمس القريب هللت الولايات المتحدة الأميركية وشاركت بانفصال جنوب السودان عن «الأم».. والسبب ليس لان الجنوب بلغ سن الرشد وحان وقت استقلاله عن أسرته، بل لأن ذلك رغبة أميركية، وتنفيذا لتوصيات ومساعٍ إسرائيلية، هدفها تقسيم العالم العربي وتجزئته، وإضعافه، فكان الاحتفال كبيراً والدعم اكبر..لأن ما هو مسموح لأبناء الجنوب السوداني، ممنوع على الشعب الفلسطيني.
سنوات وسنوات عمل خلالها الإسرائيلي على أن تكون مفاوضات السلام مضيعة للوقت، للمضي أكثر في استيطانه وتهويده للأراضي الفلسطينية المحتلة، والعالم واللجنة الرباعية في صفوف المتفرجين، حتى حانت لحظة الحقيقة في الأمم المتحدة وتقديم الفلسطينيين طلب عضوية كاملة لدولة فلسطينية على حدود 1967 ، فاستيقظت الرباعية على حلول أثبتت الأيام أنها فاشلة بسبب الجانب الإسرائيلي .. مفاوضات ضمن جدول زمني.. والهدف إجهاض المبادرة الفلسطينية وقتل حلمهم في دولتهم، ليسارع الجانب الإسرائيلي وعلى لسان نائب وزير الخارجية داني أيالون بالقول ان الجدول الزمني للمفاوضات قبل نهاية 2012 «ليس مقدساً»، وان الاستيطان والحدود خارج المفاوضات.. فعن أي مفاوضات تتحدثون؟!
Mon_eid@hotmail.com