| تنافسية الصناعة على الملأ وهل يمكن لنا تطوير أنظمة الدفع الصاروخي للمركبات الفضائية؟ وإذا فكرنا باختراع سيارة فهل ستكون مواصفاتها أفضل من مثيلاتها المتوفرة حاليا من انتاج أوروبي أو آسيوي أو اميركي؟ لن أقول أني اجزم باستحالة ذلك بل أنا متيقن منه، لأسباب كثيرة أولها ان الآخرون تتوفر لديهم البيئة المناسبة لتي تسمح للمبدعين بتحقيق قفزات كل يوم في عالم الصناعة وغيرها، والبيئة المتوفرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها، ونحن ببساطة نفتقر للكثير من مقومات هذه البيئة رغم توفر العقول والكادر البشري المحب والمندفع للابداع. لكن أستطيع الجزم أن دولة مهما كان تقدمها لا تستطيع مجاراتنا في تصنيع بعض المنتجات الزراعية التي تنعم بها سورية وتفتقدها تلك الدول، ومنها القمردين وبعض الاصناف الاخرى التي نستطيع تحقق تفوق وريادة فيها تعجز عنه تلك الدول. المنتجات الزراعية السورية كثيرة ومتنوعة وطبيعية وبعض الاصناف لا مثيل له بالجودة لما تتمتع به تربتنا ومياهنا من خواص كيميائىة، وكذلك المطبخ السوري المعتمد على هذه المنتجات يتمتع بوصفات فريدة، والكثير من دول العالم فيها مطاعم خاصة للطبخات السورية، او يقدم أفخر مطاعمها وجبات تعتمد على الوصفة السورية، ما يعني ان الدعاية سبقتنا ونحتاج استثمارها بشكل ايجابي فقط. سورية بلد زراعي بالدرجة الاولى ومنتجاتنا الزراعية لا تستثمر بشكل جيد ولا يروج لها خارجيا بالشكل الصحيح، ولهذا نفتقد القيمة المضافة ونشاهد ان اسبانيا وايطاليا يصدران زيت الزيتون السوري على أنه منتج أوروبي، والأقطان السورية تغزو العالم ليصنع منها افضل الثياب وتعود للتصدير دون وجود اسم سورية عليها ، والبروكار الدمشقي ضيعناه ومثله فقدنا الموزاييك والصناعات الحرفية التقليدية التي يحضر لشرائها الآلاف من السياح من مختلف بلاد الدنيا وبهذا فقدنا الكثير من مزايا غزو سورية بحضارتها لدول العالم. هولندا والدانمارك اشتهرتا بمنتجاتهما الغذائية من ألبان وأجبان وورود واخشاب واصناف اخرى استطاعتا ان تحققا فيها قيمة مضافة وما زالت هذ هالمنتجات أهم المواد الصناعية المصدرة، رغم تقدم هاتين الدولتين في صناعات اخرى ثقيلة من سيارات وتقانات متنوعة، ولا اعتقد ان الحكومة او المواطن الهولندي او الدانماركي يجد حرجا او عيبا او انتقاصا من قيمته اذا ذكر له الياباني ان بلاده تشتهر بالصناعات الغذائية..! ولا أعتقد ان شعوب بعض دول شرق آسيا تضع رأسها في الرمل حرجا من كونها تشتهر بتصدير الرز والشاي، ولا يعيب الهند شهرتها تاريخيا منذ آلاف السنين والى الآن بالتوابل والبهارات المختلفة. فهل يجد قادة صناعتنا معيباً على سورية ان تشتهر بتصنيع وتصدير القمردين والمكدوس والتين اليابس واصناف اخرى من الصناعات التقليدية؟.. نحتاج لتطوير صناعتنا تحديد هوية ما يمكن عمله ، وما نحتاج ، وما يمكن ان نحقق فيه ميزة تنافسية بالتصدير ، ولا أخفيكم سروري وانا أقرأ وجود تخصص جامعي في المفاضلة تحت اسم زراعة «زيتون» ومخصص لأبناء إدلب.. اعتقد اننا بهذا نعيد البوصلة الى اتجاهها الصحيح.. W.moneer@ hotmail.com
|
|