هكذا تقاطعت خطوطهم.. وتلاقت مصالحهم.. على الوطن كان اتفاقهم وعليه وجهوا بنادقهم وصوبوا رصاصهم.. على نتاجه الإنساني.. على أبنائه وجهدهم وطاقاتهم وكوادرهم.. على الإنسان فيه..
أسئلة مرّة تمليها تلك الحكايات التي تتناقلها الألسن عن الطاقة الوطنية لهذا الشهيد, وعن الكفاءة لذاك .. لمصلحة من كل هذا الخراب؟!.
من أجل حفنة دولارات هنا.. وبعض أرصدة هناك.. تجار الموت المتنقلون يزرعون غرسهم المغضوب فينا.. ينقلون حصاد كرههم وحقدهم على وطن يرفض أجندتهم وإملاءاتهم.. يعتز بعيشه الوطني.. بحضوره الإنساني.. برائحة الحياة فيه.
المفجع فعلاً أن يكون بينهم من هو من أبناء هذا الوطن.. والأدهى أن يكون هناك سوري يقبل بما يقدمون عليه..
إنها لحظة فارقة.. فهل هناك من يعي حضورها.. أو يتلمس استطالاتها ومخاطرها، وحدود المؤامرة فيها ومساحة الإجرام القابعة في زواياها؟!.
على وقع مشاهدها الدامية تتحرك أصابع الإجرام، وتنتقل بين مباضع الجراح المثخنة التي توغلها في جسد الوطن من الفتنة والإرهاب إلى استهداف للعقول والكوادر العلمية والطبية.
استهداف كان الوطن يدفع ثمنه.. وقائمة الأجندات فيه تطول.. تتغير وتتبدل، تتحرك وفق رسم بياني يتصاعد وفقاً لما هو معد سلفاً، حيث محاولات استنزاف الوطن بطاقاته وكوادره.
هي.. واقع إفلاس ولحظة إشهار للخيبة في النيل من الوطن، فكانت البدائل الدموية محاولة يائسة لتهديمه عبر عمليات اغتيال جبانة ومُدانة ومرفوضة.
وهي استعادة لأسلوب سبق أن مارسته تنظيمات إرهابية مسلحة في الماضي، عاشت خلاله سورية فصولاً دموية، وواجهت جرائم بشعة . ولاتزال ذاكرة السوريين تحفظها جيداً، بتفاصيلها وبالوقائع التي بقيت مشاهدها حاضرة بقوة.
اللافت أنها بالطريقة ذاتها والأسلوب نفسه.. الذي لم تعدل فيه السنون، ولم تغير.. حين تفلس وتخيب آمال الذين يرهنون أرصدتهم للنيل من سورية بقامتها الكبرى.. يلجؤون إليها.
وإذا كانت هذه الأساليب واضحة للسوريين، وهي معروفة بأهدافها وغاياتها فإن أسئلة كثيرة تثار.. ألا يشكل ذلك شاهد إثبات حقيقياً على أن وراء الأكمة ما وراءها من كل ما يحدث.. بل من الذي يشجع تلك التنظيمات.. من يقف خلفها..أين الموقف الحريص على الوطن.. وأين شعارات الرغبة في العمل من أجل الوطن؟!.
حين كانت هناك احتجاجات مطلبية، تفهّمنا الأمر، وحين خرجت تظاهرات لأهداف سياسية نظرنا إليها من موقع القبول بالآخر.. الآن ما موقفهم!! حتى أولئك الصامتون الواقفون على الحياد.. الذين ينتظرون اتجاه المشهد وتحولاته.. هل بقيت في جعبتهم أعذار للانتظار.. هل لايزال الحياد موقفاً.. والصمت تعبيراً؟!.
نحن لا نقتنع أنه ليس لديهم موقف.. أو أن هناك مجالاً للحياد.. فهل من كلمة.. أو حتى ملامح تعبير على وجوههم تقول ما عجز عنه لسانهم؟!.
a-k-67@maktoob.com