الردود الشعبية على تصرفات السفيرين الأميركي والفرنسي من حماة إلى دمشق هي ردود عفوية تنطوي على رسائل مهمة ذات مضامين عميقة تؤكد أول ما تؤكد إجماع السوريين على رفض كل محاولات التدخل الأجنبي في شؤون سورية الداخلية، فضلاً عن أنها تؤكد تمسكهم بالوحدة الوطنية والحوار وبرامج الاصلاح المعلن عنها.
ويعتقد أنها رسائل موجهة إلى ثلاثة أطراف أساسية وبمستوى واحد، وهي إذا كانت تتقصد السفير الأميركي لردعه عن تكرار محاولاته المرفوضة مستقبلاً ، فهي موجهة أيضاً إلى الطرف الآخر الذي كان يجتمع مع الأميركي ويدعي أنه يمثل المعارضة الوطنية، تماماً كما هي موجهة إلى كل المأجورين الذين يحاولون العبث بأمن واستقرار سورية، وإلى كل المغرر بهم للقيام بذلك مقابل حفنة من الدولارات.
وهنا يبدو من حق كل السوريين أن يسألوا- وهم يسألون في هذه الأثناء - الشخصيات التي تدّعي المعارضة: ما الذي يجمعكم مع الأميركي وأنتم تدعون الوطنية، ما الذي يجمعكم مع الأميركي بعد كل محاولاته اليائسة لاستهداف وطنكم في مجلس الأمن الدولي، ماالذي يجمعكم مع الأميركي بعد أن وصفت الولايات المتحدة( وزارة الخارجية) الأعمال الارهابية للمجموعات المسلحة في سورية بالمقاومة الطبيعية، ماالذي يجمعكم مع الأميركي بعد أن انكشفت المؤامرة وافتضح أمر المنخرطين في اللعبة السياسية والإعلامية عربياً وإقليمياً ودولياً؟!..
ومن حق كل السوريين أن يسألوا مدعي المعارضة فيما إذا كانوا طالبوا واشنطن عبر السفير الأميركي بتوضيح موقفها من دعوة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة «إخوانه» للتوجه الى سورية، وهل ينسجم وصفها لأعمال المجموعات المسلحة الإرهابية في سورية مع حربها المزعومة ضد القاعدة والارهاب الذي ضربها في 11 أيلول، أم أنها منذ أحداث أيلول الشهيرة وحتى اليوم تعمل على تغذية الارهاب الدولي لتجعله صناعة أميركية بامتياز؟!
ali.na_66@yahoo.com