تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السفير المنظِّر!!

السبت 1-10-2011
أحمد ضوا

هل تحول السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد إلى «منظِّر ومرشد» لبعض المعارضين السوريين؟.

إنه سؤال مهم جداً بات يفرض نفسه بقوة بعد اللقاءات والتصريحات والتوجيهات المتكررة‏

الصادرة عن فورد والتي تحدد لبعض المعارضين الخطوط العريضة والاستراتيجية لتحركاتهم الكفيلة بتحقيق أهداف الولايات المتحدة في المرتبة الأولى وليس ما يسعى إليه هؤلاء المعارضون!.‏

مع الأسف يصر فورد على الخروج عن الأعراف الدبلوماسية ويقحم نفسه في صميم المشاكل الداخلية لسورية ويقدم الآراء التي تحمل في طياتها مضموناً تحريضياً صرفاً سائراً على خطا نظير له خدم في دولة مجاورة.‏

إن توصيف «منظِّر المعارضة السورية» الذي أطلقه أحد المحللين الغربيين على فورد لم يأتِ من فراغ وتصريحاته حول ما يجب على المعارضة السورية فعله كافية لإلباسه هذا الوصف.‏

فآخر تصريح للسفير فورد لمجلة تايم في مقابلة هاتفية من دمشق تخطى فيه درجة المنظِّر إلى الموجّه والمؤثر بقوله للمعارضين «لا تتوقعوا ليبيا أخرى» والذي لا يهدف منه بالتأكيد دعوتهم للكف عن محاولات استقدام التدخل الخارجي في شؤون وطنهم الداخلية أو لنصحهم بالعودة إلى الحوار الذي رفضوا دعوة الحكومة السورية إليه بل يحرضهم بشكل صريح لتصعيد الأوضاع بعد أن بدأت الأمور في سورية تعود إلى وضعها الطبيعي والدليل المعبر على ذلك تبشيره في تصريحاته للمجلة ذاتها أن مشكلة العنف من جانب المحتجين السوريين ستتفاقم إذا استمرت الدولة بمواجهتهم حسب زعمه رغم اعترافه أخيراً بوجود مسلحين بينهم ولكن وفقاً لما يخدم الأجندة التي يعمل عليها.‏

ولم يكتف فورد في حديثه لمجلة تايم بتقديم النصائح والتوجيهات للمعارضة بل حدد لهم ما يجب فعله بالقول: ينبغي ألا يظنوا بأننا سنتعامل مع سورية مثلما تعاملنا مع ليبيا، والأمر الذي على المعارضة أن تفعله هو أن تجد طريقة تكسب بها التأييد ضد النظام لا أن تنظر الى الخارج في محاولتها حل المشكلة والقارئ لهذه السطور يرى مدى حجم التحريض الذي يسعى إليه السفير المنظِّر لتصعيد الأوضاع داخل سورية ومنع عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي.‏

وتندرج الزيارات واللقاءات مع المعارضين التي يجريها فورد كل يوم خميس في إطار يخدم هذا التوجّه ولو كان الأمر لاختار فورد أياماً أخرى «أيام عطلة السفارة» مثلاً للقيام بتحركاته خلافاً لما فعله أمس خلال زيارته مكتب أحد المحامين المعارضين في أحد أحياء دمشق.‏

فهذه المعطيات وغيرها توضح بشكل لا غبار عليه أن فورد يتصرف «كمنظِّر» للمعارضين السوريين الذين يرفعون شعارات تتنافى في مضمونها الحقيقي ما يتداولونه مع السفراء الأجانب والدول الغربية صاحبة التاريخ الاستعماري الحافل بالجرائم والمسؤولة عن تمزيق المنطقة.‏

لا شك أن المشكلة ليست فقط في تصرفات السفير فورد، فهو يقوم بما تكلفه به بلاده لخدمة مصالحها ولكن المشكلة في أولئك المعارضين العارفين بالأصول السياسية والقانونية الذين يعوّلون على الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لتحقيق أهدافهم ومزاعمهم في الديمقراطية والحرية دون أن يكترثوا لتجارب هذه الدول الكارثية في العراق وأفغانستان وليبيا والصومال وفلسطين.‏

إن تجمع المئات من المواطنين السوريين أمام مكتب أحد المحامين المعارضين خلال استقباله السفير فورد في أحد أحياء دمشق العريقة جاء تعبيراً عن رفضهم واحتجاجهم لتصرفات السفير الأميركي من جهة وبنفس الوقت للقول للمحامي المعارض إن أفعالك ليست من شيم وأخلاق السوريين ولا نريد الحرية والديمقراطية الأميركية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 679
القراءات: 771
القراءات: 650
القراءات: 730
القراءات: 652
القراءات: 641
القراءات: 659
القراءات: 631
القراءات: 720
القراءات: 752
القراءات: 701
القراءات: 705
القراءات: 768
القراءات: 680
القراءات: 1336
القراءات: 689
القراءات: 745
القراءات: 697
القراءات: 824
القراءات: 750
القراءات: 866
القراءات: 777
القراءات: 763
القراءات: 735
القراءات: 755

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية