وقرارها يكمن في الرياض التي تسوّف وتماطل في إرسال وفدها إلى جنيف بينما جهدها ينصب على دعم الإرهاب في سورية والعراق.
فجماعة الرياض منذ بدء الحوار السوري- السوري في 29/1/ من العام الجاري قدمت الكثير من الأدلة على تبعيتها وارتهانها لأسرة آل سعود وعدم جديتها في إيجاد حل سياسي يوقف الحرب الإرهابية على الشعب السوري، وفي مقدمة هذه الشواهد محاولة احتكارها بدعم أميركي غربي إقليمي صفة المعارضة وإقصائها كل المعارضات الأخرى من الداخل والخارج وتنفيذها الأوامر السعودية بصمت وخنوع، ودائماً كانت جماعة الرياض تحمل ذرائع الانسحاب بيدها وأحياناً تأتيها أوامر الانسحاب من مشغليها السعوديين بواسطة أوراق أو ظروف مختومة أو رسائل «موبايل»، وكل الإعلاميين المتابعين لمحادثات جنيف يعرفون هذه الحقيقة.
مع الأسف من يدّعون تمثيل السوريين في «جماعة الرياض» آخر ما يهمهم معاناة الشعب السوري، فالأموال التي غدقتها أسرة آل سعود عليهم جعلتهم غير آبهين بما يتعرض له وطنهم من إرهاب، ويقتصر دورهم في محادثات جنيف على ما يريده مشغلوهم، والتسكع في أفخم الفنادق والتناوب على وسائل الإعلام، وتكرار تصريحات تجافي الواقع، ولم تجتهد هذه الجماعة على تطويرها وفقاً للتطورات الميدانية والسياسية.
كثيراً ما تتذرع «جماعة الرياض» بالملف الإنساني لعرقلة كل محاولات إيجاد حل سياسي مع أنها لم تفعل أي شيءٍ لمساعدة السوريين الذين أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على ترك بيوتهم ومغادرة الوطن، وإنما تركز على الأماكن التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية داخل سورية والتي لا تستطيع مدها بالسلاح والمال والغذاء.
إن ما تكشفه إحصائيات الأمم المتحدة يشير بوضوح إلى غياب أي دور إنساني لأسرة آل سعود و((جماعة الرياض)) تجاه المهجرين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، وإن كل التبرعات التي قدمها الطرفان تحت هذا الاسم ذهبت إلى التنظيمات الإرهابية وكانت بمجملها أسلحة ومعدات عسكرية للاستمرار بسفك دماء السوريين.
وبدلاً من أن تقوم أسرة آل سعود بمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا سلطت عليهم فئات ضالة ومتخلفة ومستغلة من الشعب السعودي من أجل زيادة معاناة السوريين، ودفعهم للرضوخ أمام المشروع الوهابي التكفيري.
في السياسة، معروف أن من يلجأ إلى الهرب والانسحاب يكون ضعيفاً أو غير راغب في هذا المسار، و((جماعة الرياض))ذليلة أمام مشغليها الذين لا يريدون إنهاء الحرب الإرهابية على سورية، ولكن مع وجود هذه الجماعة أو عدمه، المسار السياسي تعززه انتصارات الجيش العربي السوري، وباعتقادي أن انسحاب «جماعة الرياض» ناجم إلى حد كبير عن قناعة مشغليها بذهابهم إلى الفشل في المسارين السياسي والإرهابي.