تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخطأ التكتيكي .. والاستراتيجي

البقعة الساخنة
الثلاثاء 11-8-2009م
علي قاسم

لم يكن الانسحاب من غزة وحده الخطأ الذي ارتكبته إسرائيل، ولن يكون الخطأ الوحيد الذي ستقدم عليه، والدليل أن كل ما فعلته منذ لحظة وجودها على الأرض العربية كان خطأ بخطأ،

وكل يوم يمر، يتضاعف الخطأ، وسيتضاعف إلى الحد الذي يوقن فيه الإسرائيلي، مهما تكن الأرض الذي جاء منها، أن حضوره كان الخطأ الأكبر.‏

وبين الخطأ العابر، وذاك المستفحل تكبر المسافة إلى مستوى الإدراك بأن حجم الخطأ ليس مجرد فعل عادي يتحرك وفق معطيات وأجندة تتقاسم همومها أفراد عصابة لم تتقن يوما سوى لغة القتل بل هو أيضا الجزء الآخر من سيناريو الاستمرار فيه، والإصرار عليه، بل وفي الكثير من تجلياتها كانت الانعكاس الأكثر حضورا في الممارسة العنصرية التي انتهجها الاحتلال.‏

ما يثير أن الخطأ الإسرائيلي الذي يقر به نتنياهو متأخرا ينسف الجزء الأكبر من الاحتمالات القائمة، ويطلق منهج الإصرار على اعتبار أن عودة الأرض المحتلة كان خطأ بكل ما يترتب على ذلك من فرضيات لا تخرج عن نطاق العمل الذي وجد فيه الكيان ذاته.‏

خطأ كان ككرة الثلج يكبر والخطأ لا يصحح بخطأ بقدر ما يحتاج إلى توصيف مختلف، فإذا كان الانسحاب من غزة الخطأ الذي لا يريده نتنياهو أن يتكرر، فإن الأخطاء الكبرى التي ارتكبت منذ لحظة اغتصاب فلسطين وحتى الآن تحتاج الكثير من الأخطاء المشابهة التي وقعت بالانسحاب من غزة حتى تتمكن الإنسانية من تجاوز الخطأ التاريخي الذي وقع.‏

وبغض النظر عن حجم الخطأ وتداعياته، لكن مجرد التوصيف يثير عشرات الأسئلة، بل ويضع أكثر من إشارة استفهام حول النيات المبيتة تجاه السلام والذي يتطلب أولا وقبل أي شيء سلسلة من الانسحابات لكي يتحقق ويستمر.‏

اللافت في الطرح الإسرائيلي أنه يتوازى مع الحديث الأميركي عن الرؤية التي سيقدمها الرئيس أوباما حول السلام، وهو التوازي الذي يريد الإسرائيليون أن يكون أول المكابح السياسية أمام الاندفاع الأميركي، كما يحلو للإسرائيليين أن يوصفوا تحركهم وجهدهم تجاه المنطقة.‏

السؤال الحقيقي والملح الذي يثير كل هذا اللغط الإسرائيلي يتعلق بآليات وسبل العمل على إنهاء الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب والذي يقتضي مراجعة فعلية تضع حدا لهذا الهذيان الإسرائيلي ولهذا الغوص المركب في العنجهية والعنصرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية