وكل يوم يمر، يتضاعف الخطأ، وسيتضاعف إلى الحد الذي يوقن فيه الإسرائيلي، مهما تكن الأرض الذي جاء منها، أن حضوره كان الخطأ الأكبر.
وبين الخطأ العابر، وذاك المستفحل تكبر المسافة إلى مستوى الإدراك بأن حجم الخطأ ليس مجرد فعل عادي يتحرك وفق معطيات وأجندة تتقاسم همومها أفراد عصابة لم تتقن يوما سوى لغة القتل بل هو أيضا الجزء الآخر من سيناريو الاستمرار فيه، والإصرار عليه، بل وفي الكثير من تجلياتها كانت الانعكاس الأكثر حضورا في الممارسة العنصرية التي انتهجها الاحتلال.
ما يثير أن الخطأ الإسرائيلي الذي يقر به نتنياهو متأخرا ينسف الجزء الأكبر من الاحتمالات القائمة، ويطلق منهج الإصرار على اعتبار أن عودة الأرض المحتلة كان خطأ بكل ما يترتب على ذلك من فرضيات لا تخرج عن نطاق العمل الذي وجد فيه الكيان ذاته.
خطأ كان ككرة الثلج يكبر والخطأ لا يصحح بخطأ بقدر ما يحتاج إلى توصيف مختلف، فإذا كان الانسحاب من غزة الخطأ الذي لا يريده نتنياهو أن يتكرر، فإن الأخطاء الكبرى التي ارتكبت منذ لحظة اغتصاب فلسطين وحتى الآن تحتاج الكثير من الأخطاء المشابهة التي وقعت بالانسحاب من غزة حتى تتمكن الإنسانية من تجاوز الخطأ التاريخي الذي وقع.
وبغض النظر عن حجم الخطأ وتداعياته، لكن مجرد التوصيف يثير عشرات الأسئلة، بل ويضع أكثر من إشارة استفهام حول النيات المبيتة تجاه السلام والذي يتطلب أولا وقبل أي شيء سلسلة من الانسحابات لكي يتحقق ويستمر.
اللافت في الطرح الإسرائيلي أنه يتوازى مع الحديث الأميركي عن الرؤية التي سيقدمها الرئيس أوباما حول السلام، وهو التوازي الذي يريد الإسرائيليون أن يكون أول المكابح السياسية أمام الاندفاع الأميركي، كما يحلو للإسرائيليين أن يوصفوا تحركهم وجهدهم تجاه المنطقة.
السؤال الحقيقي والملح الذي يثير كل هذا اللغط الإسرائيلي يتعلق بآليات وسبل العمل على إنهاء الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب والذي يقتضي مراجعة فعلية تضع حدا لهذا الهذيان الإسرائيلي ولهذا الغوص المركب في العنجهية والعنصرية.