من كتب ومدرسين وتجهيزات وصولاً إلى إيجاد قاعدة متينة لآلية العمل في القطاع التربوي جعلت اليوم الأول من بدء العام الدراسي هو يوم دوام فعلي إضافة إلى انجاز كافة التشكيلات والتعديلات والتعيينات الجديدة للكوادر التدريسية قبل بدء الدوام .
ولعل الحوار المفتوح الذي جرى قبل أيام مع الكوادر التربوية وأولياء الطلبة والفعاليات الشعبية في مناطق المحافظة أتاح للجميع تشخيص المشهد التربوي من جديد ووضع كثير من النقاط على حروفها المناسبة من خلال المراجعة الشاملة لما نفذ وما لم ينفذ وأيضاً التصورات التي تسهم في استمرار الاستقرار وتعميق التعاون بين الأهل والمدرسة ولا سيما أن الثقافة الاستهلاكية السائدة قد أفرزت العديد من الثقافات والمسلكيات السلبية كثقافة الكسل واللامبالاة ،هذا السلوك الذي تفشى بشكل كبير أصبح ظاهرة مردها تربوي تعليمي منذ النشأة الأولى وبالتالي فإن للأسرة هنا دوراً ومسؤولية حيث نردد دائماً إن التربية بالقدوة هي التربية الأكثر تأثيراً في الصغار ومن هنا فإن رؤية الصغار ،للآباء والأمهات وهم يقومون ببعض الأعمال تجعلهم يعملون على تقليدهم كما هو الحال كذلك بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي تعنى بصياغة عقول الأجيال واهتماماتها بدءاً من رياض الأطفال حيث يكون تقبلهم لما يرون ويسمعون كبيراً . ولذلك لا بد من أن تكون المسؤولية تكاملية بين المجتمع والمؤسسات التربوية .
صحيح إن العملية التربوية شهدت تطوراً كبيراً سواء على صعيد إحداث المدارس و توفيرها في معظم التجمعات السكانية أو توفير الكادر التدريسي... إلا إن الصحيح أيضاً هو الشعور الحقيقي بالحاجة الدائمة إلى مزيد من الارتقاء بالمسؤوليات التربوية من خلال مواكبة مختلف أنواع العلوم و التقنيات و تحقيق التواصل المستمر بين جميع المؤسسات التربوية بالشكل الذي يوفر الأداء الأمثل و المتابعة المتواصلة و تجاوز العديد من الصعوبات الموجودة . ولعل تحقيق الاستقرار الدائم في مدارسنا مسؤوليتنا جميعاً لأنها هي التي ترسم ملامح مستقبلنا.
younesgg@hotmail.com