الأردن بدأ يشكو, وبصراحة واضحة كالكلمة من ان المؤشرات المالية العامة في «وضع غير مريح» ويعني ذلك ان الوضع سيئ جدا, وإلا لاستبدل وزير المال «غير مريح» بـ « لايبعث على القلق».
المملكة تشكو. فالرواتب تقصم ظهر الإنفاق الجاري, وتأكل منه نحو56 بالمئة, ليأتي بعده الدعم ويلتهم 21 بالمئة من الكعكة , وخدمة الديون( 750 مليون دولار سنويا). باختصار لايمكن للأردن, مرحليا, أن يتراجع عن سياساته الاجتماعية التي تستهلك نحو 90 بالمئة من إنفاقه الجاري ولولا» المساعدات التي جاءت للمملكة، لكانت الحكومة اضطرت إلى اتخاذ قرارات صعبة» والمقصود ذينك الملياري دولار, اللذين جاءا من الخليج.
التمويل بالعجز, واللجوء الى الدين برافديه الداخلي والخارجي, وبيع الأصول او تأجيرها و«كسر الكلمة» ومد اليد للاقتراض من المؤسسات والهيئات والصناديق المُقرضة, كلها اسئلة لمعرفة مصادر التمويل.
إذا زاد الإنفاق وتراجع النمو, وتضخم الدين وارتفعت تكاليف خدمته, وارتفعت مستويات البطالة, سنجد أنفسنا أمام اقتصاد «صفر نجمة» قابل للاشتعال ككومة قش.ولأن لاأحد يريد إشعال كومة القش, تم اللجوء الى سياسات اجتماعية , بكرم حاتمي, دونما البحث عن كيفية توليد « القرش الجديد» الذي سيتكفل بتمويل برامجنا الآنية والمستقبلية.
ببساطة, كثيرون, اعتبروا القش قشا , ناسين ان النار من مستصغرالشرر, طنّشوه, ولم يداروا بقائه طريا غير قابل للاشتعال. الدول , مثل الأفراد, تبتهل, كما الجمّالة حين الزلق: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال.