فمن نيويورك إلى واشنطن مروراً بلوس انجلوس انتشرت حركة الاحتجاج كانتشار النار في الهشيم مكررة السيناريوهات نفسها ورافعة ذات الشعارات المطالبة بالعدالة والحرية والالتفات للفقراء وأحيائهم التي تعاني وضعاً مزرياً مقارنة مع أحياء الأغنياء التي تتمتع بكل الخدمات ووسائل الترفيه.
هؤلاء الشباب الذين تزايدت أعدادهم من العشرات الى الآلاف خلال أسابيع بدؤوا برفع لافتات تقول «احتلوا لوس انجلوس » وذلك بعد شعارات «احتلوا وول ستريت»تعبيرا عن مدى غضبهم من السياسات الكارثية التي جلبت لهم الدمار والخراب وأغمضت عيونها عن مطالب شعبها ووقفت بوجه التغيير الذي علت أصواته بعد رحيل الرئيس بوش عن السلطة منذ ثلاث سنوات.
هذا الغضب الذي ينذر بالأسوأ يشير الى الازمة العميقة التي تمر بها الولايات المتحدة لكن اللافت فيها هو اتباع سياسات قمعية واضحة لوأد الحركة الاحتجاجية ومحاولات تعتيم إعلامية مقصودة تماماً كما تفعل واشنطن في العراق وأفغانستان وغيرها من البلدان التي غزتها في الوقت الذي تطالب فيه الحكومات الأخرى بعدم التعرض لأي احتجاجات تجري داخلها.
إنه مؤشر خطير على سياسات الازدواجية التي تتبعها الإدارة الأميركية فتحلل لنفسها كل شيء وتحرم على الآخرين القيام بأي شيء وتواصل في الوقت ذاته تنصيب نفسها حامية لحقوق الإنسان في العالم مع انها تدوس على هذه الحقوق فوق أراضيها وتنتهكها أمام بصر العالم وسمعه!!