تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


.. والباقي تفاصيل

الأربعاء 13-8-2014
أحمد عرابي بعاج

وحدها الولايات المتحدة الأميركية تعرف ما الذي تريديه من الإرهاب وكيف ومتى وأين تستثمره، أما باقي اللاعبين في جوقتها فهم إما منفذين أو ثانويين أو أدوات.

لقد سبق للولايات المتحدة الأميركية أن استثمرت في الإرهاب في افغانستان وهي تستثمره الآن في سورية والعراق وتديره وفق أجندتها وأجندة إسرائيل، لأن إسرائيل هي الجهة الوحيدة الشريكة للولايات المتحدة في تحديد الأهداف وترتيب المخططات، وتسبق في ذلك الدول الغربية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية التي لا تتجاوز في أفضل الأحوال دوراً تنفيذياً يطلب إليها.‏

ليس مفارقة أن تكون مملكة الوهابية هي الجهة الممولة لمشاريع الإرهاب الأميركية في سورية كما كانت في أفغانستان وقد باتت الآن تخدم مصالح إسرائيل علناً وبعد أن كشفت عن قبح وجهها وارتباطها بالكيان الصهيوني وابتعادها عن العرب وفلسطين وترك أطفال غزة وشعبها يقتلون بدم بارد دون حتى إدانة واضحة.‏

الولايات المتحدة الأميركية قامت مؤخراً برفع سقف إعتراضها على قيام داعش في العراق بالاقتراب من حدود الكيان الكردي واعتبرته تحرشاً وخطاً أحمر قامت على إثره بإرسال رسائل إلى التنظيم القاتل عبر قصف بعض مراكز تواجده قرب حدود الدولة الموعودة أميركياً والمباركة إسرائيلياً، تلك الدولة الموعودة التي يرتب لها وظيفة لاحقة أو بالأحرى وظائف وأدوار تختلف في شكلها عن الوظيفة التي انتدبت إليها داعش في العراق وسورية الآن، وهو ما حدا بالولايات المتحدة الأميركية أن تصعّد من لهجتها في وجه الإرهاب في مجلس الأمن وألاّ تقبل بما يحصل في الموصل من مجازر من قبل داعش وتدينها لأنها تجاوزت الخط الأحمر المرسوم لها أميركياً دون الاقتراب من داعش في سورية.‏

ولا تتعدى إدانة الولايات المتحدة الأميركية لداعش في مجلس الأمن ذر الرماد في العيون وإرسال رسالة لهذا التنظيم بأنه تجاوز حدود عمله.‏

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية اكتوت بنار تنظيم القاعدة في افغانستان إلا أنها لم تتعلم الدرس جيداً وقامت باختلاق داعش من تنظيم القاعدة ذاته ومولته بأموال سعودية وهابية ودربته بالتعاون مع إسرائيل وتركيا وقطر.‏

متناسية أن لهذا التنظيم كما لتنظيم القاعدة أجندات أخرى ينفذها بالتوازي مع ما يطلب إليه ولكنه يفضل أن ينفذ أجندته عندما يستطيع لذلك سبيلاً بعد أن مكنته الولايات المتحدة الأميركية عبر الدعم اللا محدود مادياً من أموال نفط مملكة الوهابية وسهلت وصوله إلى الأراضي التي يبسط ساطوره عليها بالتعاون مع تركيا التي أعمت بصيرتها حكومة إخوانية رغم أنه لديها مصالح متناقضة مع السعودية ومع الأكراد إلا أنه لديها أجندتها الخاصة التي ربما تلعب بها لبعض الوقت للاستفادة مما يحدث في سورية والعراق.‏

فالمسألة إذاً بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ليست مكافحة إرهاب ولا صحوة ضمير إنساني بعد المجازر الفظيعة التي ارتكبها هذا التنظيم الوهابي, بقدر ما هي خطوط حمر جعلت الولايات المتحدة الأميركية تهب لنجدة حلفائها من كرد الدولة الموعودة ومملكة الشر الوهابية التي جلبت جنوداً من باكستان وغيرها لحماية حدودها خوفاً من تجاوز داعش لحدود وظيفتها، فالولايات المتحدة الأميركية لا يعنيها التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وهي ليست في هذا الوارد لا من قريب ولا من بعيد فما يحصل يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل والباقي تفاصيل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1856
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2257
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2282
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2499
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2538

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية