تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين مشهدين !

البقعة الساخنة
الخميس 13-10-2011
مصطفى المقداد

تعكس المسيرات الشعبية التي تداعى الشعب لها الرغبة الحقيقية لدى أبناء الوطن في الخلاص من تداعيات الأزمة الراهنة من جهة والتفاف هذا الشعب حول قيادته من جهة ثانية،

وقد كان يوم الأمس حافلاً بالتجمعات الجماهيرية المؤيدة لمسيرة الإصلاح الحقيقي ومعبراً عن رفض سياسة الإقصاء التي تنتهجها مجموعات تتخذ العواصم الأوروبية مقراًِ لها ، وتأتمر بأوامر المجموعات الاستخباراتية الأميركية والأوروبية والصهيونية ، فقد التقى بعض دعاة مؤتمرات الخارج بقيادات في جهاز الموساد قبيل انعقاد مؤتمرات التدخل الخارجي والارتهان الاستعماري في كل من استنبول وانطاليا ، في حين منع البعض من المشاركة لرفضه تلك اللقاءات التي سبقت انعقاد المؤتمرات كما عكست التصريحات والبيانات جوهر الارتهان الواضح للغرب وسياساته الرامية إلى استعادة السيطرة على الشعوب ومقدراتها ..‏

والصورة ما بين المشهدين تعكس مدى وحجم وشكل الانتماء الوطني من الارتباط والارتهان للخارج.‏

فبعد سلسلة الاجراءات الإصلاحية ومجموعة القوانين والمراسيم التي اتخذتها الحكومة على مدى الشهور السبعة الماضية لم يبق مبرر منطقي أمام المحتجين للقول: إن مطالبهم الوطنية لم تتم الاستجابة لها. وهي تحتاج إلى فترة زمنية لاختبار التطبيق الفعلي على الأرض .‏

وأمام حالة المضي في الاصلاحات الحقيقية كانت الهجمة السياسية والإعلامية الخارجية تزداد ضراوة متجاهلة الحقائق الميدانية على امتداد الساحة السورية وازدادت الدعوات الواضحة لاستخدام السلاح والقتل من قبل قيادات غربية سياسية ودبلوماسية كثيرة قررت التضحية بالكثيرين من أبناء شعبنا سعياً لتحقيق هدفها الأبعد .‏

واليوم تأتي هذه المسيرات المؤيدة للاصلاح لتعطي للعالم كله الصورة الحقيقية لرغبة الشعب السوري المؤمن بالاصلاح والمنهج الذي يتم تطبيقه في تنفيذ تلك الاصلاحات ، فقد تداعى مواطنون شرفاء لرفع صوتهم عالياً ، بعيداً عن أي تخطيط أو تدخل حكومي مؤكدين مواقفهم المؤيدة لمسيرة الاصلاح مطلب الأكثرية التي التزمت الهدوء والترفع عن المواجهة على مدى فترة الاحتجاجات إيماناً منها بأن مجموعة كبيرة من المحتجين تتظاهر مطالبة بإصلاحات حقيقية فيما ينشط المخربون والإرهابيون المرتبطون بالمخططات الخارجية في زرع مختلف أنواع العنف ، وممارسة أبشع أشكال القتل والتخريب في أكثر من منطقة مسيرات التأييد تقدم دليلاً على أن قوة الشعب كبيرة وقادرة على مواجهة كل أعمال القتل والتخريب ، لكنها ما زالت تحمل أغصان الزيتون، وتوزع عبير الياسمين، وترفض استخدام السلاح ذاته، فسورية التي حملت الحضارة إلى العالم كله قادرة على تجاوز هذا التحدي الأخطر وهذا هو قدرها الدائم ما بين المشهدين الداخلي المنتمي والخارجي اللامنتمي تتبدى صورة الحق ، وتظهر حقيقة العدوان ، وهو لاشك سائر نحو الزوال.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11540
القراءات: 911
القراءات: 846
القراءات: 823
القراءات: 863
القراءات: 892
القراءات: 932
القراءات: 854
القراءات: 905
القراءات: 970
القراءات: 915
القراءات: 912
القراءات: 931
القراءات: 931
القراءات: 937
القراءات: 1030
القراءات: 960
القراءات: 1012
القراءات: 1029
القراءات: 1011
القراءات: 883
القراءات: 955
القراءات: 1000
القراءات: 996
القراءات: 904
القراءات: 1050

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية