لا فائدة منه إلى مدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية ويعتمد عليه إسرائيلياً؟
فساركوزي الباحث عن ولاية رئاسية ثانية وقبلها عن اسم يسجل بين الكبار يتغير في اليوم الواحد أكثر من مرة ويقول الشيء ونقيضه في آن معاً .. ولكن السؤال المهم.. هل سيحقق أول رئيس فرنسي يتعرض لمحاولة ضرب وإهانة في الشارع هذه الأحلام؟
وهل ما يقدمه من خدمات لإسرائيل وأمريكا سيقبض ثمنه في النهاية أم ستلاحقه تهمة الإساءة إلى تراث الشعب الفرنسي حتى مماته.
قبل أيام وبعد إسقاط مشاريع العدوان الأوروبية على سورية في مجلس الأمن بالضربة المزدوجة الروسية الصينية عبر الفيتو يخرج ساركوزي وعلائم الإحباط بادية على وجهه وتصرفاته ليقول إن أنظاره ستبقى مسلطة على سورية، ولكن الشعب السوري يحذره من فقدان بصره لأن تركيزه سيطول دون فائدة والشعب السوري الذي طرد الاستعمار الفرنسي وكان أول من ينال استقلاله لن يفسح المجال لساركوزي وغيره لأن ينالوا من سورية.
من الطبيعي أن تمتدح الصحف الإسرائيلية ساركوزي، فما يفعله لا يخدم سوى إسرائيل وتطلعاتها لتفتيت المنطقة إلى دويلات غير قادرة على التطور والنهوض وضمان الأمن والاستقرار لها وهذا مشروع أوروبي - صهيوني قبل أن يكون أميركياً ومخلفات «سايكس بيكو» التقسيمية لا تزال ماثلة للجميع في المنطقة.
لقد أصاب أحد الباحثين والمحللين الأميركيين بقوله إن سورية هي بيضة قبان المنطقة ونقطة الاستقرار فيها أو عدمه وهي محور التقاء لا تفتت واللاعبون معها ينتظرهم الفشل والإحباط عاجلاً أم أجلاً ومؤشرات ذلك بادية على جوقة المتآمرين على سورية على ضفتي الأطلسي.
فالرئيس الفرنسي الذي مرغ سمعة فرنسا في الأرض وحولها من محور للأوروبيين وصاحبة موقف عالمي إلى دولة تحركها الولايات المتحدة بالأقمار الصناعية انكشف كذبه ودجله، ففي ليبيا كانت عينه على النفط الليبي ولذلك بقيت منشآته سالمة بينما دمرت طائرات الأطلسي ليبيا بالكامل.
وفي موضوع سورية عينا ساركوزي على الولاية الرئاسية الجديدة وإسرائيل التي ينتسب إليها برابطة الدم والوفاء.. وحقده على دمشق التي وقفت ضد مشاريعه ولذلك لم يستطع تحمل فشله مع جوقته في مجلس الأمن فنطق قائلا:ً سيبقى تركيزنا على سورية.
ما يفعله الرئيس الفرنسي تجاه سورية إثبات بأنه ليس «كراكوزيا ومهرجا فقط» بل جاهل بدروس التاريخ القريبة والبعيدة أيضاً وعليه أن ينتظر «لعنة سورية» عليه وأمثاله المستعمرين الجدد.
لقد أظهر ساركوزي أن وزير الدفاع الأميركي السابق سيئ الصيت دونالد رامسفيلد كان محقاً بوصف أوروبا بالقارة العجوز فما تفعله دولها الأساسية الآن عبر انبطاحها الكامل أمام الولايات المتحدة يؤكد استحقاقها هذا الوصف بجدارة.
إن تضحيات الشعب السوري للحفاظ على وطنه واستقراره وتالياً تطويره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ستكون نتائجها محط أنظار العالم كله وليس ساركوزي وحده والأشهر القادمة ستثبت أن سورية ستخرج من الأزمة أقوى وأكثر مناعة وأن مصير المتآمرين عليها لن يكون بأحسن حال من سابقيهم.