ولم تعلن قنوات العدوان الإعلامي عن خطتها البرامجية البديلة رغم اليقين بأنها استنفدت أغراضها.. وأفلست أدواتها ولم يعد لديها ماتضيفه..
هو يوم الجمعة يبدأ باكراً لديها.. بحملة تحريض تتجاوز سابقاتها.. تستعيد مشاهد فبركتها المعدة.. لم تحرج من تكرار الإعادة.. ولم تشعر بالخيبة من نفاد أرشيفها.
رغم أن المتغير السياسي كان أسبق، وتحرك باتجاهات مغايرة تماماً، فإنها مازالت على رتمها المعتاد.. على ماهو مرسوم لها، فالتعديلات الجديدة لم تصل بعد.. ولم تدرك بأن الأجندة تبدلت..
وحتى تصل تلك التعديلات تستمر في استنفارها لتمارس عدوانها بصورته الأبشع.. بشكله الأكثر دونية.. وحتى المفردات التي تسللت إليها باتت مكرورة.. ولامخرج من المأزق..
اللافت أن أوامر عملياتها التي أجدت في بعض الأحيان.. لم تكن مؤثرة ولا فاعلة هذه المرة.. وماحددته كان فاشلاً.. ومادفعت إليه لم يتحقق..
ومع ذلك لم تفكر في التعديل ولا في التغيير.. ولا في إعادة النظر والتساؤل لماذا لم يصل أمر العمليات..؟!.
نستطيع أن نجيب.. وأن نحدد أسباب الفشل التي حالت دون ذلك.. لكن ليس هذا المهم.. لأننا على ثقة أنها ستدركه.. وستتعرف على تداعياته ولو بعد حين.
حتى ذلك الوقت ثمة أسئلة أخرى لاتقل أهمية.. عن الدور الجديد المنتظر.. وعن الأدوات التي استهلكت وانتهت مفاعيلها.. عن شهود عيانها.. وعن ناشطيها الكثر.. مفكريها.. ومحلليها.. عن برامجهم.. والأجندات التي ستتجاوزهم..
ندرك أن مرحلة صعبة تنتظرها.. أقلها أن الدور الذي أميط اللثام عنه انتهى إلى غير رجعة وحتى وجودها بحد ذاته ربما بات من الماضي.. لأن ثمة أدوات جديدة برزت.. فلم تعد الجزيرة ولا العربية مصدراً محبباً للإدارة الأميركية لتعلن من خلالهما ما اكتشفته من مخططات اغتيال هوليودية..
هذا كله لم يدفعهما إلى تعديل الحبكة الإعلامية، فجاءت فصول الكذب والتضليل والفبركة متوائمة مع سياق العدوان الإعلامي الذي تمارسه منذ بدء الأحداث لأنها لم تقرأ المتغير السياسي.. ولا الدخول الأميركي المباشر على خط الأزمة واستدعاء الشركاء التقليديين إلى المشاركة مباشرة..!!
لم تحذف.. ولم تجرِ أي تعديلات على تراتبية تلك المشاهد التي تبدأ بالتحريض والتجييش وتنتهي بأمر العمليات المباشر، وصولاً إلى تغطية ماسبق لها أن أعلنته عبر أمر العمليات ذاك.
وفق التسلسل ذاته تتناغم.. والمتغيرات على الأرض التي فضحت كذبها لم تؤثر على تتابع الخطوات ذاتها.
هكذا يمر يوم الجمعة برتابة الكذب الفاضح فيه.. لم يعد يشد أعصاب السوريين، ولم تعد «العاجلات» المتلاحقة تعني الكثير بالنسبة لهم لأنها حتى في أمر عملياتها كانت تكذب.!!.
حين تابع السوريون تلك «العاجلات» فكان للحذر والتحذير منها، إذ باتت علامة فارقة تقتضي انتظار ما سيأتي بعدها.. لأنها أضحت مؤشراً على نقاط تفجير قادمة تعرفها الجزيرة والعربية قبل حدوثها، وتحدد مكانها وموقعها.. وأحياناً عدد ضحاياها.
هذه الجمعة كانت المعطيات تقول إن فشل هذه القنوات يقتضي بالضرورة تعديلاً أو تغييراً.. لكنه جاء بالرتم ذاته مع اضافات تحريضية سبقته وتلته.. وإلى جمعة قادمة تنتظرها.. ولو بعد حين.. حيث المتغيرات حبلى بالمفاجآت.. وفي مقدمتها أن ماراهنت عليه كان وهماً، وما اعتقدت أنه نقطة الفصل بات مأزقاً، وماعملت عليه ليكون أجندتها القادمة تبخر..
مانسيته هي وسواها أن هذه سورية.. وكل مافيها له خصوصيته المغايرة لكل حسابات الآخرين.. ومايتصل بها مختلف عن كل استنتاجاتهم ومغاير لكل معادلاتهم..
فهذا هو جيشنا يكذبهم.. يفشل مخططاتهم.. يعدل من برامجهم.. ويحدد بكثير من الدقة مصير قنواتهم.. وهؤلاء هم جنودنا.. أفراد جيشنا العربي السوري وضباطه وصف ضباطه يسطّرون رسالتهم الوطنية.. بكفاءتهم العالية وانضباطهم.. لتكمل ما سطره السوريون في ساحات دمشق..
a-k-67@maktoob.com