التي اعتقلت المئات من المحتجين، وبذلك لا تلتفت هذه القراءة الى ما هو أعمق وأكثر عامودية من الاعتقال.
صرخة الغضب التي انطلقت من أميركا، ومنها تحديدا يعني أن هناك الكثير من الغليان في المرجل الاجتماعي، وحقه أن يغلي، فقد بقي لعقود طويلة مشوها وغير عادل على المستويات كلها.
أميركا تشتغل على أنها زعيمة للعالم الحر، خارج حدودها، وتترك في داخلها القروح والتشوهات الاجتماعية والاقتصادية ما دفع بأولئك الشباب الى الساحات للمطالبة بالحد من طمع الشركات والحد من الفوارق الاقتصادية التي تجعل الأغنياء يزدادون ثراء وغنى والفقراء يزدادون بؤسا وشقاء.
فاق فقراء أميركا والعالم، فاقوا على ان أغنياءهم يأكلونهم وهم أحياء فنهضوا ونهض معهم المثقفون لصياغة هذه النظرية وها هو المخرج المعروف «مايكل مور»يعلن ان الأغنياء في أميركا يفلتون بجرائمهم، إذ لم يسجن احد من وول ستريت في أزمة 20008 الاقتصادية فيما اعتقل المئات في هذه الاحتجاجات.
النزول الى شوارع المدن هو مجرد بداية لتصحيح مسارات القوانين ولمحاسبة النخب السياسية والاقتصادية التي وزعت صكوك الثراء عليها وعلى من والاها وحرمت طرفاً آخر.
ان تنطلق الاحتجاجات من وول ستريت، يعني ان هناك ثقافة ولغة عالمية جديدة بدأت تنتشرمفرداتها في كل القارات، قد تختلف من حيث اللغة لكنها تتفق من حيث الوجع، وقد اتفق «المحتلون» على إنهاء حقبة الاستيلاء على الديمقراطية التي تتم من خلال التفاوت في الثروات، حان لدودة القز أن تأكل ورقة التوت.