تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيناريوهات مشحونة

حـــدث و تعــليـق
الثلاثاء 11-8-2009م
ناديا دمياطي

بكل المقاييس فإن الاستفزاز الغربي لروسيا مقامرة خطيرة جداً باستهداف أمنها القومي على حدودها الاكثر حساسية

سواء في القوقاز أم مابعده أم في آسيا الوسطى أم على تخومها مع أوروبا.‏

فزرع بذور الاستفزاز تكمن في تمسك الناتو في ضم أوكرانيا وجورجيا وهما من منظومة الاتحاد السوفيتي السابق وفي عدم تخلي واشنطن عن نشر درعها الصاروخية في تشيكيا وبولندا على بعد أميال فقط من حدود دولة كبرى تملك 160 ألف رأس نووي وهي بمثابة اكبر مخزون في العالم.‏

في الذكرى الاولى للحرب الجورجية على أقليم أوسيتيا الانفصالي اكدت القيادة الروسية انها ستحاسب تبليسي على عدوانها في حرب الايام الخمسة التي انتهت بتدمير الاقليم وانسحاب القوات الجورجية.‏

لم تكن موسكو تملك خياراً آخر سوى الدفاع عن الاقليم فتصدت لمغامرة الرئيس ساكاشفيلي الذي غامر بحرب شجعه عليها الغرب وانتهت بانفصال الاقليم واعتراف روسيا باستقلاله.‏

في هذه الذكرى عادت سيناريوهات مواجهة أخرى تشحن التصريحات،فقد أكدت اميركا والغرب واسرائيل تسلح جورجيا مااستدعى التحذير من أن الاقدام على مغامرة جديدة سيكون بمثابة انتحار من تبليسي قال نائب الرئيس الاميركي بايدن مؤخراً «أنا هنا لاظهار وقوفنا معكم وبحقكم في اختيار تحالفاتكم».‏

قد يكون من حق جورجيا اختيار تحالفاتها، لكن لا يحق لها تهديد أمن الجوار بحروب طائشة أو أن تكون رأس حربة لقلب الاوضاع في القوقاز.‏

لاشك أن اعادة تسليح جورجيا استفزاز للامن الروسي الذي يعمل الغرب على اختراقه سواء في القوقاز أم في آسيا الوسطى.‏

حرب أخرى تعني تدميراً آخر لبناء الثقة بين الغرب وموسكو، فالعدوان الجورجي المدعوم حتى اسرائيلياً على أوسيتيا الجنوبية اضطر القيادة الروسية إلى تعزيز قدرات ردعها في مناطق المواجهة لبحر البلطيق والقوقاز الشمالي وفي اقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذين انفصلا عن جورجيا واعترفت بهما موسكو.‏

التصريحات الساخنة لاتعني أن حرباً وشيكة ستقع ولامواجهة اميركية روسية مباشرة، لكن مايعد من سيناريوهات لاشعال حروب خاطفة على غرار الحرب الجورجية الروسية والتي تملك موسكو القدرة على حسمها عسكرياً ستنعكس على مناخات الامن الدولي المهدد أصلاً بترسانات نووية قد ترده في أي لحظة إلى مربع المجابهة الاول والذي قاد يومها الى اسقاط القنابل الذرية الاميركية فوق هيروشيما وناغازاكي قبل اكثر من 60 عاماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1647
القراءات: 917
القراءات: 875
القراءات: 1085
القراءات: 875
القراءات: 984
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1074
القراءات: 982
القراءات: 1011
القراءات: 1121
القراءات: 1083
القراءات: 1031
القراءات: 1065
القراءات: 1990
القراءات: 1036
القراءات: 1202
القراءات: 1055
القراءات: 1080
القراءات: 1040
القراءات: 1081
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية