|
|
الرفيق بوش .. وداعاً حدث وتعليق ( انجزت المهمة) والتي تحولت لاحقا الى مادة للتندر على بوش وادارته. منذ ذلك الوقت وخلافا لرأي العالم كله تقريبا , بما فيه معظم القطاعات في بلاده نفسها, ينكر بوش وأركان ادارته أنهم يواجهون مشاكل في العراق ويصرون على القول ان استراتيجيتهم هناك كانت سليمة وأن )النصر( قاب قوسين أو ادنى. على المنوال ذاته, يتعامل بوش وأركان ادارته مع الازمة المالية الراهنة التي طحنت الولايات المتحدة ومعها العالم كله ولو بدرجات متفاوتة. انهم يكابرون بشأن حجم الازمة وخطورتها ويحاولون حتى تجنب الكلمات الصحيحة التي تعبر عن حقيقة ما يحدث فلا يستخدمون مثلا كلمة )تأميم ) في وصف قيام الحكومة الفيدرالية بشراء المؤسسات المالية المتعثرة, حتى إن الرئيس أوغو شافيز قال متندرا : ( ان الرفيق جورج بوش كان راديكاليا أكثر منا في قرارات التأميم التي اتخذها ). كما أن أيا من المسؤولين في البيت الابيض لم يستخدم كلمة )كساد( للتعبير عن الحالة التي يتفق معظم خبراء الاقتصاد في الغرب على أن الامور تمضي اليها بوتيرة متسارعة. بوش يصر على القول ان ما يحدث أزمة عارضة سيتم بفضل (الاجراءات الحازمة) التي اتخذتها ادارته تجاوزها بسرعة دون أن تترك ندوبا على جسد الاقتصاد الاميركي . ومثله وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي تؤكد أنه ( لا يوجد بديل عن الرأسمالية حتى بعد الأزمة الراهنة ) , ولعل بوش الذي بقيت له فقط أيام معدودة كي ) يهبط ) من البيت الابيض لا يجد متسعا من الوقت ليقول إن ( المهمة انجزت) لكن قد يجد خلفاؤه مهما كانت هويتهم , كل الوقت كي يصبوا لعناتهم على من خلف لهم هذه التركة الثقيلة, في الاقتصاد كما في السياسة.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
