ويعلم الجميع أيضا أن ثمة أجراما صغيرة تدور في الفلك الأميركي وفق نظام من الجذب والنبذ صممه الأميركيون منذ حلوا محل البريطانيين والفرنسيين هنا في أعقاب الحرب العالمية الثانية , وأن هذه الأجرام لا يلبث أحدها أن يغيب طوعا أو إكراها ويخرج عن الخدمة بانتهاء الصلاحية أو الدور , حتى يحل محله جرم آخر بالدور والوظيفة والأجر نفسه , وتجري عمليات الاستبدال والتغيير الأميركية لهذه الأجرام والتوابع , تماما , كما يبدل الإنسان أحذيته وجواربه بين فترة وأخرى تحت عناوين الاهتراء والرائحة الكريهة المنبعثة منها أو انتهاء الصلاحية !
وفي ما تعرضت وتتعرض له سورية من عدوان موصوف سياسيا وإعلاميا .. قابل للتحول في كل لحظة إلى عدوان عسكري مباشر منذ عشرة أشهر ونيف وتحت أكثر من عنوان وذريعة , كان ثمة أجرام دارت ولا تزال تدور في فلك التآمر أو التواطؤ أو الطأطأة بنظام أميركي يسمي لكل منها دورا ووظيفة , بعضها بدأ يغيب لانبعاث الرائحة الكريهة منه , وبعضها يتلاشى نظرا لاهترائه, وبعضها لانتهاء صلاحيته , فيما بعضها الرابع لا يزال يعمل ويستكمل تكليفاته , بدليل أن الناطق الرسمي الأميركي يعد ويتوعد بإبقاء الضغط السياسي والحرب المعلنة على سورية بغض النظر عن نتائج مهمة المراقبين العرب الجارية فيها !!
فإذا كان ذلك صحيحا وهو صحيح بالفعل , وإذا كانت الأحذية والجوارب المستخدمة في هذا الجهد الأميركي تفاوتت حتى اليوم بين الاهتراء وانبعاث الروائح الكريهة منها وانتهاء الصلاحية دون أن يؤتي ثماره الموعودة أميركيا وإسرائيليا , فإن من دواعي تفاؤل السوريين, ورغم وطأة الجو الخانق كقطعة رصاص على الصدر كما يقول التركي الرائع ناظم حكمت , أن يواصلوا الإعلان عن أن سورياهم بخير .. وستظل !