من منا لا يعترف أن هناك عادات استهلاكية تعتبر الأسوء على مستوى العالم..!!
هنا وإن ألمحت إلى العادات الاستهلاكية في الأعياد.. إلا أنها تمتد بالضرورة الى عادات الأزمات..!!
عادات من شأنها مضاعفة آثار الأزمة.. ومن خلال تجربتي مع جيراني ومعارفي أدركت دون عناء تفكير أن هؤلاء «والتعميم هنا ليس واجباً» مساهمون بشكل أو بآخر بتعميق الأزمة.. بمعنى أدق وأوضح.. المواطن بات ملحاً أكثر من أي وقت مضى في البحث والدوران واستخدام الواسطات.. لابل وصل مع بعضهم إلى تعطيل أعماله ليقف ساعات ليحصل على أسطوانة غاز.. علماً أن لديه واحدة على الأقل مملوءة في المنزل.. وباستطاعته الانتظار لبضعة أسابيع ليحصل على أخرى.. إلا أن العادة الاستهلاكية جعلته يلهث للحصول على أخرى.. وبالتالي افتعال أزمة.. أو أقل ما يمكن وصفه.. أنه ساهم في زيادتها..
الأمر ذاته ينطبق على المازوت.. وأنا أعرف أشخاصاً لو أنهم يستطيعون ملء «طناجر لديهم» بالمازوت لما ترددوا في ذلك..!!
البعض يقول إن هذا التصرف من حقهم.. كونه نابع من الخوف المستقبلي من الانقطاع..!!
البعض الآخر رأى أن هذه السلوكيات وإن ساهمت في تكريس الأزمة.. إلا أنها لا تمثل نسبة كبيرة مقارنة مع بعض المقتدرين من تجار الأزمات الذين اشتروا عشرات «البراميل» الفارغة وقاموا بتعبئتها بالمازوت لقناعتهم أن الحكومة ستقوم بعد فصل الشتاء برفع سعر المازوت وبالتالي أن هذا الاحتكار سيؤدي إلى مضاعفة أرباحهم مرات عديدة..!!
أما أزمة الثقة المتولدة ما بين المواطن والحكومة فلها حكاية مغايرة بطلتها حكومتنا من خلال التصريحات البراقة لبعض وزرائها بأن الأزمة «غاز ومازوت» ستحل خلال أيام.. ومضت الأيام والأزمة إلى استفحال.. وهنا نقول:
إن حكومتنا ساهمت بهذه الأزمة مرتين.. مرة عندما وعدت ولم تف.. ومرة أخرى عندما اتخذت قرارات متسرعة كان بإمكانها بقليل من الدراسة أن تصل إلى نتيجة أن هذه القرارات ستوصل البلد إلى ما نحن عليه الآن..!!