وحين يختال، أو يتدحرج، على الصفحات وعلى الشاشات، كما برميل النفط...
وحين لا تستطيع ان تتبين في وجهه، ومن كثرة الدوران (والهذيان)، أهذا وقع اقدام ليون تروتسكي أم وقع اقدام سيد قطب؟...
وحين ينتقل فجأة من الحانات الى الاقبية، ليظهر في الفنادق الفاخرة، وعلى المائدة الخضراء، وهو يتحدث عن خبز الفقراء، وعن اوجاع الحفاة، كما لو ان هذا الطراز من المثقفين لا ينطبق عليهم وصف فرانز فانون «حفاة الدهر»...
هم العراة فوق أي رخام والذين ظُهورهم من كثرة، أو شدة الاستعمال، لم تعد تصلح الا ان تكون ... حمالة حطب!
الذين يتقيؤون الذهب مذهبياً، ولا يدرون، ولطالما تحدثوا عن الميدوزا لإظهار عمقهم الثقافي، انهم تقصموا ذلك الكائن الخرافي الذي تنبعث من رأسه الافاعي...
كيف يدعو الى الحرية والديمقراطية من كان يسند رأسه، وما زال الى ديك تشيني وبول ولفوريتز، وكل رعاة البقر الذين يرقصون الروك اندرول فوق جثثنا، ومن في لياليه الملاح ينتمي الى زمن الليدي غاغا لا الى زمن الام تيريزا أو حتى جين فوندا، ناهيك بأي ثكلى من ثكالى العرب.
الذين جعلونا ارقاماً، أو اصفاراً، على الارصفة، أو في قاعات البورصة، بل وبل وبل في تلك الردهة الكبرى التي تدعى .. المجهول؟
وكيف لم تعد اسرائيل التي تريد ان تبني من هياكلنا العظمية هيكل سليمان سوى ضيف شرف، وفي احسن الاحوال، على كتاباتهم، ومقاماتهم ومواعظهم التي ابتلينا بها، كما ابتلينا بآفات اخرى واخرى جعلتنا على شاكلة الهباء؟ من هؤلاء من يستطيع ان يقول لنا اين نحن الان حين يكون صراخنا، وحين تكون الازهار التي لوحنا بها، في اشداق الذئاب؟ الذئاب التي يتولون تسويقها على أنها حملة رايات الحرية والديمقراطية...
اخيراً، لاولئك الذين يلعبون، بأظافرهم الملونة، بجراحنا، نقول كفى، لاننا نريد ان نعيش حتى جراحنا بوجوهنا التي فيها الكثير من أنين السنونو لا أنين الغربان!!