تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرعب النووي والأسلحة الذكية

الافتتاحية
الأثنين 1/12/ 2008 م
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

الربط بين العمل النووي, بمعطياته المذهلة التي يقدمها للبشرية والأسلحة معادلة خاطئة, والربط بين الأسلحة الفتاكة والنووي معادلة أخرى خاطئة...

في التتبع العالمي الدولي لإزالة مخاطر تتهدد البشرية - وهو من ناحية المبدأ ضروري وهام - تعتمد جهات دولية نوعاً من خلط المعايير لأهداف سياسية لا تخفى على أحد..‏

هذا التتبع لواقع التسليح, نووياً أو غير نووي في منطقتنا التي تنشد الأمن والاستقرار, سياسي بامتياز.‏

جهود كبيرة بذلت في سبيل ذلك, ليس خوفاً من أسلحة الدمار الشامل على شعوبنا, إنما استجابة لطروحات سياسية لا تخفي استعدادها لاستخدام القوة المسلحة لتحقيق غاياتها..‏

غزوا العراق, احتلوا أرضه, خربوا بناه, ذبحوا شعبه بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل, ولم يجدوا دليلاً عليها..‏

يحاصرون إيران, يهددونها, ولولا خوفهم منها ربما فكروا بمغامرة أخرى سيئة قد تأتي عليهم بكارثة..‏

ثم اتجهوا إلى سورية والأدلة معدومة تماماً, وكانت المهمة تقتضي أن يوفروا هم الأدلة ومن ثم يحاولوا محاسبتها على أدلتهم.. وإلا.. أي سذاجة في الادعاء أن دولة تنوي إنشاء مفاعل نووي فتقوم بتخزين يورانيوم فيه, ولم تنته الأعمال المدنية لانشائه بعد..?!‏

كل هذه الفبركات والسلاح النووي موجود بهيئته الكاملة ومفاعلاته المصنّعة في إسرائيل ولا من يسأل?!‏

فهل المعادلة أن نقبل بذلك لإسرائيل وننشئ اتهامات على باطل ل (أعداء إسرائيل تحديداً).‏

ليس هذا وحسب, بل هي معادلة ثلاثية.. المعطى الثاني فيها أن إسرائيل تمارس الاحتلال والقتل اليومي وحصار الفلسطينيين حتى الموت... وهذا لا يشغلهم لأن الموت وقع على البشر ب (أسلحة ذكية) !!.‏

المعطى الثالث في المعادلة ثلاثية المجاهيل..‏

برأيهم أننا في هذا الشرق شعوب متخلفة لا يليق بنا الوصول إلى تقنية الإنتاج النووي..‏

وبالتالي: البحث ليس عن السلاح النووي وحسب.. بل عن قفزة تطور نوعية في العمل العلمي الانتاجي في دول الشرق.. ربما لأنهم يرونها مجرد دول نفطية ولا تحتاج الطاقة النووية?!‏

هذا الواقع المركب, تصطدم معطياته بنفسها.. ولاسيما أن العالم ليس كله إدارة بوش رغم الهيمنة... وبالتالي تستطيع دولة كسورية, بعد طول أناة وصبر وعمل دؤوب وسياسة صحيحة أن تكسب جولات فُرضت عليها بهذا الحجم أو ذاك..‏

سورية اليوم هي صاحبة القرار الدولي باللون الأزرق في مجلس الأمن, الذي ينص على إخلاء دول المنطقة (الشرق الأوسط) كلها من أسلحة الدمار الشامل..‏

وهي التي تقدمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل وضوح وشفافية ومبررات علمية وعملية طالبة مساعدتها للتقدم باتجاه الإنتاج النووي, وكان لها ذلك بموافقة كل محافظي الوكالة..‏

يبحثون عن الأسرار والسر الأكبر عندنا, أنه ليس لدينا ما نخفيه عن المجتمع الدولي.. وليتذكروا وليحصوا عدد المطبات المصنعة لنا التي أخفقت في إيصالهم إلى أهدافهم السياسية لتحافظ سورية على موقعها الاقليمي والدولي, الذي مالبثت تؤكده زيارات الوفود المتتالية من كل دول العالم وماتحضره من رسائل ومشاريع...‏

وسنستمر معتمدين على صوابية الرؤية وشفافية الطرح..‏

تعليقات الزوار

جلال  |  hasanpavlova@gmail.com | 01/12/2008 07:51

عند الولايات المتحدة الحق باطل و الباطل حق هذه لغة المستبد وللاسف لعو القوي هي المسموعة . نحن في سوريا جزء من هذا العالم و مركزه الحضاري و التاريخي وهذا الشئ الذي لايستطيع احد انكاره ومن له تاريخ عنده قوة هي قوة الحق وايمان بالنصر مهما طالت السنين و بعدت المسافة سوريا كانت دائما وما زالت لاقامة علاقات متاوزنة وهي تقوم باحترام وتطبيق القوانين و القرارت الدولية بخلاف الدول المعتدية

وفيق ، الضيعة |  باكستان تحت المجهر | 01/12/2008 11:53

الخوف كل الخوف يا عم اسعد ان تقوم الهند بضربة نووية سريعة على باكستان بعد حرب كلاسيكية لن تكون في صالح الهند ، هذا السيناريو الاليم مرشحا جدا بعد العمل الارهابي في بومباي الذي جرى بضوء اخضر من قبل الاستخبارات الاميريكية والاسرائيلية من اجل تأجيج الصراعات بين الاخين اللدودين وتوظيفه لامور اخرى وايضا من اجل تشليح باكستان او تجريدها من اسلحتها النووية تحت شعار بانها دولة لاتستطيع السيطرة او التحكم بسلاح فتاك ، زيارة العقربة رايس الى الهند لها اكثر من مدلول وقد يكون من اجل صب الزيت على النار فادارتها لاتريد المغادرة الا بخراب البصرة ومن عليها نتيجة الاحقاد التي يحملونها فغالبية اركان هذه الادارة غير متزوجين ونصفهم شاذ جنسيا وهذا يعني لااستقرار نفسي او عاطفي .

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 02/12/2008 08:09

مقالة في محلها تماما بلا زيادة ولانقصان, ولأني من هواة الواقعية أكتفي بالهمس بأن سورية العربية هي أقل مما نفاخر به , وهي أكثر مما يصفنا به الغرب, وهي أكبر بكثير مما في نفوس الشرق والغرب عنا.

كامل - القامشلي |    | 02/12/2008 22:30

المعلق دالاتي ون المعروف بتعاطفه مع الاستعمار بدأ يهمس كثيرا هذه الايام فهو واقعي وايضا بدأ يعرف استخدام الميزان ، وهو الذي كان دائما يصرخ ويردد بأننا والمقاومة اللبنانية تكسرنا على ايدي اسرائيل ، وكان ايضا يسوق ويروج بواقعيته الموهوبة للمشروع الاميريكي في المنطقة عبر هذه الجريدة الحرة والموقرة ، لااعرف من اين اتته هذه الوطنية فجأةً هل هو الاحساس بان المشروع الاميريكي ولد ميتا ام انه غير البوصلة من امثال الاستعمارين اللبنانيين .الذي يغير البوصلة مرة يغيرها مرات عدة .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية