| ســـــــورية الجميلــــــــة...رسائل الحب الستيني (66) ثقافة - هل رأتني أخرج من الباب؟! إذن هي لا تبالي!! لكن لماذا لا تغلق الباب من ورائي؟! إذن هي لا تريد فراقي؟! ربما لا تقوى عليه.. وعشرات الأسئلة عند كل منعطف أو وقفة تأمل.. مازلنا أنا وهي.. كل منا شغوف بالآخر.. لا يمكن أبداً أن يكون ما يجري وهماً.. الوهم خطر جداً وتحدٍ كبير.. لا تخف، كل ما تراه وجميع من تسمع عنهم وهم.. وأنت الحقيقة.. - أعرف ذلك.. وأخاف الوهم.. أخاف أن أتوهم وأخاف أن يأخذ الوهم مكاني.. هل خوفي مشروع؟! هواجسك داخلية.. ليس لها أي مبرر في مواقفي وتصرفاتي.. - و.. ؟! أنت تعلم حاجتي لذلك.. - إذاً يمكن للوهم أن يتحول إلى حقيقة.. - لا الوهم ولا الحقيقة يقدران أن يخلصاني منك..؟! أنا كرهت العبارة.. أستطيع أن أفهمها كما تعنيها..لكنني مسكون بالهواجس والاحتمالات وخوفي مزمن من التغيرات وعشق المجهول الذي يسكنها.. الغصة في الصدر ولا تغادر.. الرمل الناعم.. والبحر الممتد.. صباح صيفي.. حيوية تعشق الكسل.. والغصة في صدري كالموج بين مدّ وجزر.. يدعوني الهاتف الذي اترقب صوته.. اسمها على اللوحة.. كل الهواجس كل غصات العالم زالت.. الصوت الجميل يُظهر وهناً أكيداً، قريب بشكل مسرف.. بعيد بشكل محزن.. ويعجز الهاتف أن ينقل مشاعري وتسقط أي إمكانية للفعل.. قالت فريدة: غنِّ لي يا محمد.. نظر إلى وجهها الشاحب وشعرها الأشعث وجسدها المنهك في صراعه مع المرض لأشهر طويلة.. وبكى.. - الآن تحبين أن أغني لك.. دائماً أحببتك تغني.. - لماذا إذن كنت تعترضين.. كي تغني.. اقترب منها.. وضع رأسها على حضنه وروى: بحثت بأصابعي في شعرها المتلبد الأشعث.. ووجدت فيه أكثر من قملة.. استمررت أفليها وأفتك بهذه الحشرات القذرة.. ضربت على ركبتي وقالت: غنّ! غنيت عن دموع الفراق.. وأقسم بالذي أخذ روحها.. لم أنس يوماً ذاك الوداع.. قلت له: لكنك تزوجت وخلفت.. وأولادك ما شاء الله.. قال: - يا بني ليس في الدنيا ما يبكينا أكثر من العجز تجاه من نحب.. قالوا لأبي ميهوب: لم يرك أحد يوماً تبكي.. ألا تحزن.. فبكى لأول مرة في حياته.. قال القرحيلي: دعوه يضحك ويُضحك من حوله فلولا حزنه لما كان الضاحك المضحك. في غابة للكستناء تركا حبهما يتصرف.. لم يزد اليوم الشيب في رأسيهما.. لكن كل منهما يرتعش إذ يتذكر ظلال الكستناء.. يكتب علاء: هي التي رفضت أن يكون ذلك مجريات حياة يومية مليئة بالحب والجمال والمتعة.. أرادت أن نحفر بالقلوب ممراً في الحياة.. ثم اكتشفنا أن ما يحفر بالقلب لا يردم بالأرجل.. سألته بمزيج من غضب ورفض وحزن وتساؤل: - هل تريد أن تقطع علاقتنا..؟! - أجابها: يا مجنونة.. قطع الوريد أسهل عليّ.. وأضاف: أنت رائعة جميلة حبيبة.. أنت لي.. أجابت: أنت رائع جميل حبيب.. أنت لي.. يكتب علاء: أريد أن أنعزل معها عن العالم وأخاف.. كثيراً ما أبحث اليوم عنها فيها.. وغالباً أجدها.. ترى لو انعزلت معها عن العالم.. وبحثت عنها فيها هل سأجدها.. قالت علا: لا تحاول أن تعدّل بي يا علاء.. هذا صعب جداً.. أنا من زجاج شفاف قاس.. ويصعب تعديلي إما أتهشم وإما أتلون وفي الحالتين لا أعود أنا.. فأين ستجدني؟ ما زلت أطوي برجلي الحافيتين مسافات من رمل البحر الناعم.. وفي ذهني تدور حكايات وقصص.. وقد فقدت الأمل أن أكون في دمشق حين احتاجتني.. كان يجب أن أكون. أحب السفر وأكره الرحيل.. قال: هل تريد أن يثبت العالم وتتحرك أنت .. يوم رحيلها شمتت بي الشوارع والطرقات.. ويوم سافرت حسدني المستمعون على مارويته .. في محطة نقل الركاب قالت لي: لاتطيل سفرك.. عندما عدت بحثت عنها في كل مكان.. وعندما وجدتها .. لم أفوت فرصة المطرقة على الرأس كي أنتقم.. عرفت هي أنه لم يعد حباً ، فمضت و لم تعد.. في عمر آخر.. حياة جديدة تذكرتها دائماً ، مقدراً حجم الوهم فيما كان.. ومقتنعاً أنه الحب.. ليس مرة أخرى.. بل لأول مرة.. سألوا القرحيلي: من أحببت أكثر أم عبد الله أم زوجتك المرحومة.. قال: الحب مثل الشجرة يجب أن يشرب ويأكل ويثمر. قال أبو ميهوب: أنا أيضاً أرى الحب مثل شجرة العنب تحديداً وكله يملأ الكأس. يامن ملأتِ كأسي.. سأعد الأقداح، وبالعطر أسكر.. وبهواك أنام وأصحو.. فلا تنسي أنك سورية الجميلة. a-abboud@scs-net.org
|
|