تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فن الممكن

حـــدث وتعــليـق
أخبار
الثلاثاء 24-2-2009
ناديا دمياطي

لا خلاف على أن ادارة أوباما تسابق الزمن لتحسين صورة اميركا في العالم التزاماً بشعار التغيير ولن يكون بأي ثمن بالطبع

رغم ان دفع الاثمان لن يسقط سهواً من حسابات ادارة قررت مواجهة التحديات الكبيرة بالدبلوماسية التي ستشكل اختباراً لمصداقية التغيير وصموده على ارض الواقع.‏

وعلى ارض الواقع الجيوسياسي فرضت الازمات الدولية المتشابكة نفسها بقوة على الرئيس أوباما، وكانت الخطوات التي اتخذتها روسيا الاكثر جرأة بقرار مواجهة النفوذ الاميركي في باحتها الخلفية آسيا الوسطى التي لا تريد ان ترى فيها اي تواجد عسكري اميركي في وقت لم تحسم واشنطن بعد موقفها من الدرع الصاروخية.‏

وإذا كانت افغانستان التحدي الاول لاوباما في حرب عالمية مفتوحة على مكافحة مايسمى بالارهاب، فإن الاستمرار فيها لن يصمد دون اثمان وربما غالية جداً على واشنطن دفعها إذا ما اختارت الخروج من المستنقع الافغاني.‏

فالحرب البرية الاميركية المفتوحة هناك منذ 7 سنوات لم تحقق اياً من أهدافها المعلنة وتداعياتها الخطيرة بدأت تنال من وحدة الناتو ممايثير مخاوف اميركية جدية ومقارنات من ان يعيد التاريخ تدوير الاخطاء التي وقع فيها الاتحاد السوفييتي الذي بقي في افغانستان 9 سنوات وانهار بعد ثلاث سنوات فقط من سحب قواته منها.‏

روسيا تدرك تماماً الورطة في افغانستان وحاجة واشنطن والناتو لدعمها في توفير ممرات لوجستية آمنة للقوات، وإلا فإن واشنطن مضطرة لاستخدام قواعدها في أوروبا والخليج لنقل الامدادات والقوات التي قررت مؤخراً زيادتها، ماسيعقد المهمة.‏

ربما كان اغلاق قاعدة ماناس القاعدة الاميركية الوحيدة في آسيا الوسطى شكل مفاجأة لواشنطن لكونها شريان الامدادات لافغانستان لكن بالحسابات الروسية لم تكن مفاجأة خاصة ان موسكو سمعت جيداً التصريحات الاميركية بأن افغانستان ليست العراق.‏

في كل الحالات من حق موسكو انتزاع ثمن جيوسياسي مقابل تعاونها في افغانستان الواقعة في جنوب غرب اسيا المعروفة بأنها مقبرة تاريخية للامبراطوريات.‏

الكثيرون ينصحون واشنطن بعدم الرهان على نصر في افغانستان وان النهج العسكري لن يحقق شيئاً ، مايعني حتمية طلب المعونة من دول الجوار الافغاني وروسيا التي تسعى لتحقيق مصالحها بشراكة كاملة مع الولايات المتحدة في كل الازمات الدولية التي فشلت الدبلوماسية الاميركية في حلها ومنها الشرق الاوسط الذي نشطت القيادة الروسية مؤخراً لعقد مؤتمر للسلام حوله بموسكو في اقرب وقت.‏

ليست السياسة وحدها فن الممكن بل الحروب ايضاً وعلى واشنطن الاعتراف بذلك ، وبأن للتغيير اثمانه اذا ماأرادت تعاوناً دولياً قائماً علي الشراكة والاحترام المتبادل لحق الشعوب.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 24/02/2009 07:44

لم تفرض قضية أفغانستان نفسها على أوباما , بل هو فرضها على نفسه , لأنه قطع الوعود تلو الوعود للخروج من العراق, ولاشك عندي أن لأوباما نظرة وحلا أوليين لكنه لايجاهر بكاملهما وبوضوح, خشية هبات ساخنة ستختلقها غالبا أنظمة عديدة استمرأت العصا الأمريكية بعهد سلفه بوش, ولديها شبكات استخباراتية من المرتزقة أسستها ودعمتها عصابة بوش واستخبارات البنتاغون, وهي لن تنتهي ولن تزول فورا , بل ستضع العربة أمام حصان أوباما, عند كل انطلاقة له ليتعثر, ولاشك ان الموساد وهو محراب هذه الشبكات لديه الكثير من المنغصات. أما بالنسبة لحلف الناتو فإن الواقع بعد زوال حلف وارسو يحتم زواله, لكن النخب النافذة تريد له البقاء في الحياة, تارة هنا فيفشل وتارة هناك وسيفشل.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1647
القراءات: 917
القراءات: 875
القراءات: 1085
القراءات: 875
القراءات: 984
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1074
القراءات: 982
القراءات: 1011
القراءات: 1121
القراءات: 1083
القراءات: 1032
القراءات: 1065
القراءات: 1991
القراءات: 1036
القراءات: 1203
القراءات: 1055
القراءات: 1081
القراءات: 1040
القراءات: 1082
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية