ومثلما الجمع الفريد بين حضارات الأمس واليوم في مدنه وقراه , كذلك غناه العروبي الأصيل وسياساته الوحدوية الجامعة , ينضحان بما فيه من التزام قومي وصواب رؤية تضامنية , وبما انفطر عليه من الولاء لتاريخ الأمة وحاضرها , وهو الخزان البشري الأول لها .
الرئيس علي عبد الله صالح في دمشق , فرصة إضافية متجددة تعيد التذكير بما نسيه البعض أو تناساه من ضرورات التضامن والتنسيق العربيين , وبالحاجة الدائمة إلى التشاور والاحتكام لضمير الأمة ووجدانها .
والأهم , أنها خطوة مفصلية بين حدثين عربيين , أولهما العدوان وتداعياته والارتكابات الإسرائيلية الدموية في غزة , وضرورة الانتصار العربي لها ومؤازرتها , لاسيما أن مأساة معابرها المغلقة لا تزال قائمة , وثانيهما القمة العربية القادمة في الدوحة وانتقال البوصلة العربية من سورية إلى قطر وضرورة تفعيل مؤسسة القمة في مواجهة الاستحقاقات المقبلة .
الزيارة وحواراتها تظل علامة فارقة تؤشر إلى ما ينبغي أن يربط دائما بين الأشقاء العرب .