والتي تلقت زخما كبيرا في الاشهر الاخيرة خاصة بعد قمة باريس في 13 تموز الماضي والتي أرست لعلاقات جديدة تقوم على التشاور والشراكة والتعاون على الصعيد الثنائي وقضايا المنطقة.
ولا شك أن ثمة قيما ومبادئ مشتركة كثيرة تجمع السياسة الخارجية لكلا البلدين , حيث الحرص المشترك على الاحتكام للقوانين والشرائع الدولية ومقاومة محاولات التفرد والقهر التي تمارسها بعض القوى العظمى في المنطقة وكثير من بقاع العالم . ولعل مواقف البلدين المتشابهة ازاء ملفات المنطقة من لبنان الى العراق الى القضية الفلسطينية يعكس هذه المشتركات , وكل خلاف بينهما أمر عارض وطارئ ومصطنع, لا يستقيم مع حقائق التاريخ والجغرافيا والمنطق السليم .
ولا شك أن رغبة سورية بأن تتحمل أوروبا وخاصة فرنسا, بصفتها رئيسة للاتحاد الأوروبي, مسؤولياتها في الشرق الاوسط , تعكس رغبة عموم شعوب المنطقة في كسر الانحياز الاميركي الاعمى لاسرائيل والذي شجع عدوانيتها وعنجهيتها, وأضعف فرص السلام , وولد تاليا مشاعر الاحباط والكراهية وربما التطرف في المنطقة. وستظل الحرب الاميركية الكارثية وغير المبررة على العراق, شاهدا حيا على النتائج المفجعة لما يمكن أن تقود اليه السياسات المنفردة والمتهورة لقطب دولي واحد يشعر أنه مطلق اليدين لفعل كل ما يريد ضاربا بعرض الحائط الارادة الدولية ومصالح شعوب المنطقة .
ان العلاقات السورية الفرنسية الجديدة القائمة على التنسيق والتشاور حول الملفات ذات الاهتمام المشترك , فضلا عن التعاون الاقتصادي الذي تنفتح له اليوم آفاق جديدة, انما ترسي لمفهوم سليم من التعاون الدولي محكوم بالقوانين والشرائع الدولية بعيدا عن منطق الحرب والقسر والعزل والمقاطعة الذي أخفقت الادارة الاميركية الحالية في ادارة سياستها الخارجية بمعزل عنه, الامر الذي وضع المنطقة وكثيراً من بقاع العالم فوق براميل بارود, وشوش العلاقات الدولية , ودفع بقيم السلام والعدل والتعاون الى أسوأ الظروف.