وهذا يعني أن الاحتلال الأميركي سيظل جاثما على صدر العراق والعراقيين ثلاث سنوات أخرى غير السنوات الخمس الماضية التي غزت فيها القوات الأميركية العراق, تحت منظومة أكاذيب وذرائع لا اساس لها من الصحة وعرضت الشعب العراقي الى أقسى ظروف القهر وسياسات التنكيل والتجويع والقتل الفردي والجماعي.
هل يحتمل العراق وشعبه ثلاث سنوات أخرى من وجود الاحتلال الأميركي بكل ما يمثله هذا الاحتلال من مصادرة لاستقلال العراق وسيادته وزعزعة لاستقرار شعبه وأمنه..?
السنوات الخمس الماضية كشفت بأحداثها وتطوراتها المؤلمة أن أميركا لم تدفع بقواتها الى العراق من أجل حريته وتحرير شعبه ونشر الديمقراطية فيه كما حاولت تسويقه إدارة بوش,بل دفعت بقواتها لهدفين استراتيجيين هما السيطرة على نفط العراق وجعل هذا البلد منطلقا لتطبيق مشروعها الشرق أوسطي الهادف إلى إحداث تغيير جذري في الهيكلية السياسية للمنطقة , بما يلائم المصالح الأميركية والاسرائيلية, ومن أجل هذين الهدفين فقط تكشف الوجود الأميركي في العراق عن أبشع ممارسات لاحتلال أجنبي كان منها على سبيل المثال لا الحصر فضائح تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب وسواه, ومقتل أكثر من1,4 مليون عراقي وتهجير ربع الشعب العراقي وإثارة الفتن الطائفية وضرب الوحدة الجغرافية والوطنية للعراق, هذا فضلا عن تدمير رموز تاريخه الحضاري والبنى التحتية فيه واستجرار نفطه من دون حساب وقيود.
وفي حال جرى الاتفاق على بقاء الاحتلال ثلاث سنوات أخرى مع منح الحصانة القضائية للجنود والشركات الأمنية المتورطة في جرائم حرب, وإعطاء إدارة الاحتلال حرية التحرك والتحكم في العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية فهذا يعني تعريض العراق لمزيد من الدمار والخراب والنهب المنظم لنفطه, والحاق المزيد من الآلام بشعبه وتحويل أراضيه إلى قاعدة للتهديد الأميركي ضد دول الجوار ,الأمر الذي يجعل أي اتفاق لا يجدول انسحاب الاحتلال بالسرعة القصوى ودون حصول أميركا على أي مكسب سياسي أو عسكري اتفاق إذعان يضر بمصلحة العراق وشعبه ويزيد في زعزعة استقرار المنطقة.