تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حماية الصحفيين

معاً على الطريق
الاثنين 1/9/2008
مصطفى المقداد

بادرت كلية الحقوق في جامعة حلب لعقد المؤتمر الدولي الأول بشأن الحماية الدولية للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة وذلك بمناسبة العيد الذهبي لإنشاء جامعة حلب ,

وقد مثلت هذه المبادرة باعتقادي خطوة متقدمة في اختيار موضوع ساخن يلقى اهتماماً على امتداد الساحة الدولية , فضلاً عن التركيز الإعلامي عليه باعتباره يتجاوز حدود التصفية الجسدية للأفراد المدنيين والأبرياء ليطول محاولة تصفية الحقيقة والمعلومة وأركان إثبات الجرائم التي ترتكبها المجموعات المعتدية و الأنظمة المجرمة والجهات التي تنتهج أساليب وطرائق القتل والتصفية والجرائم المنظمة , فقد سقط مئات الصحفيين على مدى السنوات الثلاثين الماضية في أكثر من ساحة نزاع امتدت من أميركا اللاتينية إلى القارة الإفريقية ومناطق البلقان لتصل ذروتها في القارة الآسيوية , وخاصة في الشيشان وأفغانستان , لتبلغ أوجها في كل من العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة. وحملت الأسابيع الأخيرة أنباء تبرئة محاكم جيش الاحتلال الاسرائيلي لطاقم الدبابة الذي قتل ثمانية مدنيين في غزة بينهم مصور وكالة رويترز فضل شناعة الذي قضى في غزة وهو يحمل كاميرا ويرتدي الزي الصحفي الواضح ,وقد ظهر على بزته بخط كبير كلمة PRESS ,وقد سبق أن قتل في العراق عشرات عشرات الصحفيين منذ بدء الاحتلال الأميركي مطلع عام 2003م من خلال استهداف مكاتب قناة الجزيرة واستشهاد مراسلها طارق أيوب وصولاً إلى عمليات التصفيات التي تقوم بها جماعات إرهابية عمدت إلى التمثيل في أجساد الصحفيين والصحفيات بعد تصفيتهم في رسائل تحمل دلالات تهديد للمؤسسات الإعلامية ومحاولات لثنيها عن القيام بدورها المتمثل في نقل الحقيقة للعالم أجمع كما هي !! وأجزم أن كلية الحقوق اختارت موضوعاً ساخناً يحظى باهتمام المنظمات الدولية ودول العالم , فضلاً عن التنظيمات الصحفية التي تواجه حرباً ضد قوى الهيمنة والظلام التي تحاول طمس الحقائق وتغطية ممارساتها المنافية للأنظمة و الأعراف والقوانين الدولية , و هذا الأمر لا يقتصر على تنظيمات إرهابية مسلحة إنما تمارسه أنظمة وحكومات كإسرائيل و هي قد ضربت أوقح المواقف من خلال اصدارها أحكاماً قضائية بتبرئة قاتلي المدنيين والصحفيين تحت ذرائع واهية, كعدم القدرة على التمييز ما بين الصواريخ و المدافع من جهة و بين الكاميرات و الحمالات الصحية من جهة ثانية.‏

و جوهر قضية الحماية لا يكمن من نقص التشريعات و القوانين الدولية, و إنما في عدم رغبة الإعلام و الصحافة التي تمتلك من القوة ما يفوق كل محاولات الحجب إذ أن بعض الصحفيين قد صوروا لحظات قتلهم بأيدهم, ,و قدموا الأدلة بعد موتهم بأنفسهم.‏

وهكذا تستمر المشكلة إذ أن الحساب يأتي بتوقيت ما بعد الموت. وتستمر خطوات الاعتداء و تثبت بمواجهتها قدرة الإعلام على كشف قاتليه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11640
القراءات: 956
القراءات: 891
القراءات: 869
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 977
القراءات: 898
القراءات: 949
القراءات: 1010
القراءات: 969
القراءات: 961
القراءات: 978
القراءات: 977
القراءات: 982
القراءات: 1077
القراءات: 1010
القراءات: 1060
القراءات: 1068
القراءات: 1051
القراءات: 925
القراءات: 996
القراءات: 1042
القراءات: 1046
القراءات: 956
القراءات: 1096

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية