تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خارج العصر

البقعة الساخنة
الاثنين 1/9/2008
أحمد ضوا

تحولت الحرب في أوسيتيا الجنوبية إلى أزمة روسية أطلسية بأشكال عسكرية وسياسية واقتصادية تتبدى من الجانب الروسي, بدفاع موسكو عن مصالحها في محيطها الاقليمي ومواجهة الخطر الذي تشكله منظومة الدرع الصاروخية الاميركية على أمنها واستقلالها.

أما في الجانب الاطلسي فتأخذ الأزمة أبعاداً جديدة عنوانها استمرار الحلف بمحاولات عزل روسيا عن الساحة الدولية, ومنعها من لعب دور في كسر الاحادية الاميركية ومحاولة جر روسيا إلى صراعات جديدة .‏

جميع القوى والتكتلات في العالم عبرت عن موقفها بخصوص الازمة ما بين روسيا والاطلسي إلا العرب وكأنهم خارج هذا الزمان والعصر, والامر لايعنيهم إطلاقا ولا يؤثر على مصالحهم وأمنهم واستقرارهم ,خلافا لكل القراءات السياسية التي تقول ان أي مواجهة بين الأطلسي وروسيا ستكون تداعياتها خطيرة على المصالح العربية والامن والاستقرار في المنطقة .‏

وهنا السؤال :ما الذي يمنع العرب أن يدلوا بدلوهم في هذا الشأن?‏

هل هو اقتناع بعدم أهمية صدى أي موقف يصدرونه على الساحة الدولية?‏

أم هو تعبير صريح على انقسامهم وتشتت موقفهم وعدم القدرة على تخطي حاجز حدود دولهم المصطنعة?‏

قد تكون كل هذه الأسباب وراء الغياب العربي عن الكثير من الاحداث الاقليمية والدولية ,وذلك يشكل كارثة على المستقبل والدور العربي وإهداراً خطيراً لمقومات الدور الفاعل للعرب في عالم يعيد تشكيل نفسه من جديد إثر تجاوز سياسة القطب الواحد الاميركية كل الخطوط الحمراء.‏

رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن صراحة أن افتعال الحرب في القوقاز هدفه الأساسي توجيه ضربة عسكرية لإيران...‏

وإذا كانت كل الدول العربية تعارض هذه الحرب على الأقل في العلن ليس خوفاً على إيران بل على مصالحها الذاتية..‏

فلماذا لم تتخذ موقفا واضحا ومعلناً إزاء أزمة القوقاز كي لا تكون ضحية أي ضربة من هذا النوع?‏

ان غياب الموقف العربي الواضح والصريح- قد تكون هناك مواقف من تحت الطاولة- إزاء تطورات الأزمة القوقازية يترك الباب واسعاً للقوى المتصارعة, والأخرى التي عبرت عن موقفها تحديد مسار الازمة والخاسرين والرابحين وكل الخوف أن يستفيق العرب على خسارة جديدة .‏

حسناً فعلت بعض الدول العربية التي اتخذت موقفاً محدداً من الأزمة فمن جهة ذكرت العالم بأن بعض العرب لهم موقفهم , ومن جهة أخرى دقت جرس الخطر أملاً أن يصل صداه إلى باقي الدول النائمة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 673
القراءات: 766
القراءات: 645
القراءات: 722
القراءات: 646
القراءات: 634
القراءات: 653
القراءات: 625
القراءات: 713
القراءات: 747
القراءات: 696
القراءات: 699
القراءات: 763
القراءات: 673
القراءات: 1332
القراءات: 682
القراءات: 735
القراءات: 692
القراءات: 817
القراءات: 745
القراءات: 859
القراءات: 771
القراءات: 755
القراءات: 727
القراءات: 750

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية