تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العالم تغيّر.. ويتغيّر!!

معاً على الطريق
الخميس 21-9-2017
علي نصر الله

استخدمت الولايات المتحدة السلاح الذري مرتين مُنفردة من بين دول العالم التي تمتلك هذا السلاح الفتّاك، وقد مرّت الجريمة من دون عقاب، أفلتَ منه الساسة والجنرالات، وأكثر من ذلك فقد وسّعت أميركا دائرة نفوذها وهيمنتها، وفرضت شروطها على العالم بدلاً من أن تخضع للمحاسبة القاسية!.

وبعد أن قتلت أكثر من مليون ونصف المليون كوري، حيث ألقت على بيونغ يانغ العاصمة وحدها أكثر من نصف مليون قنبلة، يُهدد دونالد ترامب اليوم بتدمير كوريا بالكامل، التدمير الكامل بمعنى الإبادة، فما الذي يخشاه وهو يعتقد تأسيساً على الماضي من أنّ أحداً لن يُحاسبه، كما لم يفعل أحدٌ مع أسلافه؟.‏

الذاكرة الجمعية للعالم لم تُسقط جرائم أميركا، في اليابان، في كوريا، في العراق، في الصومال وأفغانستان وفيتنام وهاييتي وليبيا وبنما و... الخ، وإذا كان أظهر عجزاً عن محاسبتها على قتل الملايين هنا ومئات الآلاف هناك، وعلى تدمير البنى والمجتمعات وتهجير الملايين حول العالم، فإنّ ذلك لا يُسقط حق مُقاضاتها ومحاسبة مسؤوليها الأحياء منهم والأموات سياسياً على الأقل.‏

إنّ عجز العالم عن مُساءلة الولايات المتحدة، لا يُبرر لها أن تبني على تراكم العجز فصول غطرسة وعنجهية جديدة، فترتكب فيها جرائم إبادة جماعية إضافية في وقت تبدو فيه ملامح جوهرية تشير بوضوح إلى تغيّر العالم، أو إلى ما يؤكد أنه في طور لا بد أن ينقله لحالة أخرى إذا لم ترق لمواجهة المجرم مباشرة وسوقه للمحاكمة، فسينقله لحالة رفع الصوت ومغادرة خانة الصمت والخضوع أو التسليم.‏

العالم يتغيّر، فعلياً قد تغيّر، وسيتغير أكثر مع مرور الوقت، ومع استمرار الغطرسة الأميركية سيجد العالم ألف دافع ومُسوغ ليتغيّر أكثر فأكثر وبسرعة قياسية باتجاه مقاومة سياسات الغطرسة والشطب والإلغاء والمصادرة، بل ربما ليتقدم ويتغير باتجاه إسقاط الكثير من المعادلات التي تريد أميركا التأسيس عليها لتجعل العالم يتغير فعلاً لكن بالاتجاه الآخر حيث التسليم التام لها، وإخضاع من لم يخضع لها بعد!.‏

تُكابر أميركا، تُحاول الإنكار، لكن ذلك لن يُغيّر شيئاً في الواقع، وهي تعرف أن العالم يتغير، بل قد تكون أدركت بأنها تفقد السيطرة على العديد مما كانت تُسيطر عليه، وهو ما يُثير جنونها ربما، غير أن الحدود الدنيا من الواقعية السياسية ينبغي أن تحملها على التصالح مع العالم المُتغير لا الذهاب للتصادم معه وللعناد الذي سيجعلها تخسر وتنكفىء وتتقلص.‏

لا يمكن لترامب أن يشن حرباً قاسية على وكالات الاستخبارات ووسائل الإعلام الأميركية لأنها تنشر الأكاذيب وتتعمد التضليل، ثم ينتظر من العالم الخضوع للنظام الأميركي الذي وصّفَ محاولته الذاتية لإعادة هيكلته بأنها تُشبه عملية تنظيف شبكة المجاري؟!.‏

لن يخضع العالم بعد اليوم لنظام امبريالي وسخ، سيبقى قذراً حتى لو خضع لعملية تنظيف وتعقيم لن تتم في كل الأحوال لا على يد ترامب الذي يُهدد بإبادة كوريا ولا على يد سواه.. قد قال كثيرون خلال سنوات الحرب والعدوان على سورية: إنّ صمود سورية بمواجهة جيوش واستخبارات ومُرتزقة أكثر من مئة دولة، يحمل ملامح ولادة نظام عالمي جديد، سيُولد قريباً جداً، وستُعجّل بولادته الحماقات التي تُعد لها أميركا وإسرائيل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1427
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية