الكل يعرف ان حقيقة التغيير الذي وعد به أوباما سيبدأ من الداخل الاميركي المحطم بأزمة مالية بما يمتص طاقة ادارته الجديدة لعامين قبل ان يلتفت لترميم الإرث الحربي لسلفه.
وإلى ان تتوضح المعالم فإن تقريراً استخباراتياً اميركياً خلص إلى أن شمس هيمنة الولايات المتحدة ستغيب عام 2025 بظهور قوى عالمية اقتصادية جديدة.
اللافت في التقرير الذي يصدر كل 4 سنوات أنه تحدث عن احتمالات كثيرة لكنه لم يتحدث عن نصر في العراق وافغانستان والذي وعد به بوش وذهب بقوته العسكرية الساحقة إلى أبعد مدى بشن الحروب وتصدير الديمقراطية بالقوة وفرض العزلة والعقوبات على من يريد من الدول فأنتج بداية انهيار التفرد بزعامة العالم.
من الآن فصاعداً لم يعد بإمكان الولايات المتحدة اعطاء دروس بالديمقراطية لانها بحاجة لمساعدة دولية لانقاذ اقتصادها ولأن مشاريع الديمقراطية التي حملتها على دباباتها إلى العراق وافغانستان آلت لفشل ذريع.
وعلى العراق المحتل الاستفادة لاقصى مدى من السقوط المدوي لسياسات بوش وشراء الوقت الثمين بين حقبة بوش وأوباما الذي وعد بالانسحاب السريع من العراق خلال 16 شهراً بينما تبقي الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن, العراق محتلاً حتى (2011 ) وتجعل منه قاعدة ومنطلقاً للعدوان على دول جواره كما حدث في العدوان الاميركي على سورية, ولتترك أمنه واستقراره بيد الاميركيين الذين لايرون في مصلحتهم حصوله على السيادة الكاملة, ويمارسون ضغوطهم لكي يوافق البرلمان العراقي على الاتفاقية الامنية غير الشفافة التي يدرك من يقاومها ويعارضها من العراقيين انها لن تحقق الخروج الكامل للقوات الاجنبية من العراق وستبقيه رهينة لمخاطر واحتمالات عزله عن محيطه العربي والاقليمي ومهدداً بالتفكك والتطرف في شرق أوسط يقاوم الهيمنة والتحالف الاميركي الاسرائيلي بكل مخاطره وتداعياته ويرفض الرضوخ والمساومة على مصالح شعوبه.