ستون عاما والمعادلة لم تتغير وطرفاها لا افتراق بينهما رغم السنين ومحن الأيام , ومرارة اللحظات الكثيرة التي زرعت في بقاع الأرض قصة العودة التي يتنادى لها المؤتمرون في ملتقى دمشق, والحق هو الحق, لا تعديل في الأجندة ولا في الأولويات.
ورغم تدوير الزوايا واللجوء إلى خبايا المؤامرات التي تحاك هنا وهناك في الأقبية المظلمة منها أو تلك المقفلة على قاطنيها, لا بد للصوت الفلسطيني المنادي بحق العودة أن يعلو مجددا, أن يسجل موقفه, ويعيد الاعتبار إلى موقعه, حيث لا تنازل عن حق غرسته ذاكرة التراب.
أربعة آلاف وخمسمائة شخصية من قارات العالم, يلتقون في دمشق, يقدمون رؤيتهم , وموقفهم في واحدة من أكثر قضايا العصر حضورا , يرسمون أفقا جديدا, ويعيدون الرسم بعدما اعتقد البعض, أو توهم, أنه لم يعد هناك متسع, بل روج لذلك تحت يافطة المتغيرات والأمر الواقع.
لكن الفلسطينيين الذين حملوا حلم العودة جيلا بعد جيل, وهم يشاطرون بلدان الشتات وجعا واحدا مغمدا, يدركون قبل سواهم أنه لا بد أن يبقى, ولا بد لمساحته أن تتسع بثبات الإرادة والإيمان لأنه الحق الذي يشرع نافذة على الغد, لتعلن من هناك أن الحلم يستمر حيث الوجود.
في ملتقى دمشق النافذة تكبر, وقد شملت هذا الجمع غير المسبوق من الشخصيات للتأكيد على حق يلازم ذاكرة الفلسطينيين مثلما يحاكي ضمير العالم, ليعيد الصوت الفلسطيني إلى حيث يجب أن يكون واحدا تؤازره آلاف الأصوات من بقاع العالم, فتتوهج الذكريات بعودة قريبة, تضع حدا لمأساة تداولتها ستون عاما من الأحداث.