وهذا الحكم أمر متوقع ذلك أن دعاة القتل والتخريب والاغتيال يدركون الحقائق التي سوف تتوصل لها اللجنة في حال قيامها بعمل بشكل موضوعي، فهي سوف تكتشف بالدليل القاطع أن ثمة مسلحين وإرهابيين يعيثون فساداً في مناطق حمص الساخنة، تلك المناطق التي لم يدخلها الجيش والقوات المسلحة حتى اللحظة، كما ينتشر إرهابيون وقتلة في إدلب وجبل الزاوية مدعومون بآلة القتل التركية الرسمية يسيطرون على الأرض ومن عليها ويمارسون عمليات القتل والخطف دون وازع أو رادع وينفذون تفجيرات في الممتلكات الخاصة والعامة ويفبركون روايات إعلامية وصلت حد العهر والفجور حتى لم يعد أي معلق معارض يخجل من الكذب أو يتكلم بخشوع أمام زحمة الموت ورائحة الدماء البريئة التي تسيل كالشلالات جراء التفجيرات الإرهابية في مناطق الاكتظاظ السكاني متذرعين بوجود مراكز أمنية لم يتصد عناصرها إلا للمسلحين في أحيان قليلة.
وفي مواجهة عمل لجنة المراقبين ترتفع وتيرة الأصوات التي تعلن فشل مهمتها سلفاً وهم يروجون للتدويل وطلب التدخل الخارجي، ذلك أنهم يدركون قبل غيرهم حقيقة العمليات التي يقومون بها على الأرض، ويدركون حقيقة مايتم رسمه في الغرف المظلمة في أقبية الأجهزة الاستخباراتية في عدد من عواصم الدول الأوروبية والإقليمية، فضلاً عما تصوغه الإدارة الأميركية من قرارات وتعليمات لعملائها الذين تغدق عليهم من أموال النفط العربية، تلك الأموال التي يتصرف بها مراهنون سياسيون يحلمون ببناء امبراطوريات ومناطق نفوذ، متناسين جذورهم الهشة غير القادرة على الثبات، تماماً كطبيعة الصحراء، ورمالها المتحركة التي لاتثبت على شكل، ولاتحافظ على حال.
وتبقى القضية محصورة في نقطة جوهرية وأساسية وهي رفض كل الإصلاحات التي تعلن الحكومة عنها، والتشكيك في جدية كل الإجراءات التي تقوم بها، وعلى الرغم من وضوح هذه الصورة منذ البداية، إلا أنها بدت أكثر وقاحة في الفترة الأخيرة، إذ تمثلت ردود الفعل في تشويه حقيقة التفجيرات مع أمانيهم المطالبة بضرورة وجود ضحايا من كبار ضباط الأمن، وإلا فلا معنى لتلك التفجيرات التي لم تحقق أهدافهم، فضلاً عن خوفهم من النتائج التي ستتوصل إليها لجنة المراقبين فهي إذاً نفذت مهمتها بمهنية وموضوعية، إذ سيسقط القناع، وتتبدى الأكاذيب.