تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصف استباقي

البقعة الساخنة
الخميس 29-12-2011
مصطفى المقداد

استبق دعاة مجلس اسطنبول وأمثالهم عمل لجنة المراقبين التابعة للجامعة العربية بإصدار الحكم المبرم بأن اللجنة لن تقوى على القيام بمهمتها المنوطة لها في ظل كل التسهيلات التي قدمتها الحكومة، وكل أشكال التعاون التي أبدتها..

وهذا الحكم أمر متوقع ذلك أن دعاة القتل والتخريب والاغتيال يدركون الحقائق التي سوف تتوصل لها اللجنة في حال قيامها بعمل بشكل موضوعي، فهي سوف تكتشف بالدليل القاطع أن ثمة مسلحين وإرهابيين يعيثون فساداً في مناطق حمص الساخنة، تلك المناطق التي لم يدخلها الجيش والقوات المسلحة حتى اللحظة، كما ينتشر إرهابيون وقتلة في إدلب وجبل الزاوية مدعومون بآلة القتل التركية الرسمية يسيطرون على الأرض ومن عليها ويمارسون عمليات القتل والخطف دون وازع أو رادع وينفذون تفجيرات في الممتلكات الخاصة والعامة ويفبركون روايات إعلامية وصلت حد العهر والفجور حتى لم يعد أي معلق معارض يخجل من الكذب أو يتكلم بخشوع أمام زحمة الموت ورائحة الدماء البريئة التي تسيل كالشلالات جراء التفجيرات الإرهابية في مناطق الاكتظاظ السكاني متذرعين بوجود مراكز أمنية لم يتصد عناصرها إلا للمسلحين في أحيان قليلة.‏

وفي مواجهة عمل لجنة المراقبين ترتفع وتيرة الأصوات التي تعلن فشل مهمتها سلفاً وهم يروجون للتدويل وطلب التدخل الخارجي، ذلك أنهم يدركون قبل غيرهم حقيقة العمليات التي يقومون بها على الأرض، ويدركون حقيقة مايتم رسمه في الغرف المظلمة في أقبية الأجهزة الاستخباراتية في عدد من عواصم الدول الأوروبية والإقليمية، فضلاً عما تصوغه الإدارة الأميركية من قرارات وتعليمات لعملائها الذين تغدق عليهم من أموال النفط العربية، تلك الأموال التي يتصرف بها مراهنون سياسيون يحلمون ببناء امبراطوريات ومناطق نفوذ، متناسين جذورهم الهشة غير القادرة على الثبات، تماماً كطبيعة الصحراء، ورمالها المتحركة التي لاتثبت على شكل، ولاتحافظ على حال.‏

وتبقى القضية محصورة في نقطة جوهرية وأساسية وهي رفض كل الإصلاحات التي تعلن الحكومة عنها، والتشكيك في جدية كل الإجراءات التي تقوم بها، وعلى الرغم من وضوح هذه الصورة منذ البداية، إلا أنها بدت أكثر وقاحة في الفترة الأخيرة، إذ تمثلت ردود الفعل في تشويه حقيقة التفجيرات مع أمانيهم المطالبة بضرورة وجود ضحايا من كبار ضباط الأمن، وإلا فلا معنى لتلك التفجيرات التي لم تحقق أهدافهم، فضلاً عن خوفهم من النتائج التي ستتوصل إليها لجنة المراقبين فهي إذاً نفذت مهمتها بمهنية وموضوعية، إذ سيسقط القناع، وتتبدى الأكاذيب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية