تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبد العزيزعلون.. رحيل العرّاب

رؤيـــــــــة
الخميس 29-12-2011
وفاء صبيح

كم من مرة حججت إلى بيته العالي في مشروع دمر, وفي كل جلسة كان يتيح لفيض جديد من ثراء روحه ان يخيم على الجلسة, روحه التي لم تلوثها الشللية والانتماءات المدارسية, هكذا كانت روح عبد العزيز علون بيضاء كثلج لم تطأه قدم.

لم اشعر مرة بالتوقيت الزمني لتعارفنا, فالدكتور عبد العزيز علون, كان يعطي الانطباع بالتوءمة بينه وبين من يحادثه، كما ان هدوءه وفيض اختصاصه في الكتابة عن التشكيل يضعان المرء في عوالم جاذبة تغري بالمزيد من الإنصات والتأمل, باختصار كان أستاذاً لمن يريد التعلم وصديقاً لمن يريد الندّية, وتلميذاً لمن تستحوذ عليهم عقدة الأستذة, وكنت أؤثر على الدوام,منذ عرفته عام 96، البقاء في أفياء الخانة الأولى, فمعها كنت أتشرب الجديد في قراءة التشكيل, وكم كنت أسعد عندما يصفني بالتلميذة النجيبة.‏

الراحل لم يكن معنياً بالأضواء ولم يكن من أولئك الساعين لاستقطاب الكاميرات والفلاشات, رغم أحقية علمه في الانكشاف على الناس وأصحاب الاختصاص, وهو الذي ماانفك يكتب في التشكيل باللغتين العربية والانكليزية ويوثق لروادها السوريين حتى سمي بعّراب الحركة التشكيلية السورية.‏

شاءت المقادير أن تنتهي حياة الدكتور علون بعد أقل من شهرين عن آخر كتبه «أعلام النقد الفني في التاريخ» وفي طيات صفحاته تنداح رؤية الدكتور علون في التشكيل وفي الكتابة الفنية حيث إن تاريخ الفن «ليس مجرد استعراض لأسماء وسير الفنانين وأعمالهم، وإنما هو قراءة معمقة في التحولات الفلسفية والجمالية التي تهيئ لإنتاج فني، يستظل بظلها، ويدلل على دورها، ثم يدرس استجابة المجتمعات لهذا الفكر الفني أو ذاك».‏

أن تختصر تاريخاً بأسطر هو نوع من العبث, ولاسيما إذا كان من تريد الكتابة عنه رجل أطول من قامة وأكبر من عزاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 وفاء صبيح
وفاء صبيح

القراءات: 781
القراءات: 838
القراءات: 884
القراءات: 938
القراءات: 1004
القراءات: 1002
القراءات: 1069
القراءات: 1279
القراءات: 842
القراءات: 1540
القراءات: 1158
القراءات: 1153
القراءات: 1143
القراءات: 1070
القراءات: 1281
القراءات: 988
القراءات: 1079
القراءات: 1043
القراءات: 1102
القراءات: 1216
القراءات: 1187
القراءات: 1212
القراءات: 1246
القراءات: 1403
القراءات: 1301

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية