تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التدريب المستمر

حديث الناس
الخميس 29-12-2011
قاسم البريدي

ونحن نقلب صفحة جديدة من عمرنا الصغير، نتطلع إلى عام جديد مفعم بالأمل والتفاؤل ، وهذا يتطلب وقفة جادة مع الذات لنستفيد من أخطائنا فنصححها، ومن نجاحاتنا

فنعمقها ونعممها وينعكس ذلك في نهاية الأمر ضمن خطة عمل على مدار العام.‏

وأعتقد أن أهم الثغرات في أعمالنا الإدارية والإنتاجية والخدمية هي مسألة ضعف الكفاءة والإنتاجية للفرد في بلادنا خصوصا في ظل التطورات المتلاحقة في العالم ولاسيما على صعيد المعلوماتية والتقنيات واللغات الأجنبية وغيرها.‏

وهنا نؤكد على موضوع التدريب المستمر للعاملين سواء في القطاع العام أو الخاص بعدما ثبت دوره الفعال في تنمية القدرات على التفكير المنطقي والناقد وتحسين المهارات وبالتالي الارتقاء بمستوى الإنتاجية.‏

وما أحوجنا في دوائرنا الرسمية إلى التخلص وضمن فترة زمنية محدودة من الطرق التقليدية التي تستخدم الأسلوب الورقي والذي تكون نتائجه غير دقيقة وتحتاج إلى وقت طويل جداً مقارنة مع الأسلوب الالكتروني والذي يتم لحظيا فنحفظ حقوق الناس ونحسن معاملتهم ولا نهدر وقتهم وبذات الوقت نحفظ حقوق الدولة وثبوتياتها لاسيما في الأمور المالية المتشابكة .‏

ولا ننسى أن التوجه نحو الحكومة الالكترونية قادم وبقوة شئنا أم أبينا.. ولهذا لابد من كسب الوقت باستخدام آخر الوسائل التكنولوجية التي توفر الدقة والجهد وتزيد الإنتاجية وتحسن أداء الموظفين ، ونشير هنا إلى أن التنبؤات المستقبلية تُشير إلى أن المعرفة ستتضاعف كل ثلاثة وسبعين يوماً بحلول عام 2020، وأنَّ الأفراد سوف يستخدمون 1% فقط من المعرفة الحالية بحلول عام 2050.‏

كما أن تعريف الأمية اليوم هي كل من لايعرف استخدام الحاسوب ولغة أجنبية واحدة على الأقل من اللغات الحية غير لغته الأصلية ..فأين نحن من ذلك ؟‏

و يعترف الأكاديميون ذاتهم حتى في أرقى الجامعات بالعالم ،أن العلوم التي يدرسونها تصبح قديمة بمرور أشهر فقط وليس سنوات كما كان يحدث في الأجيال السابقة ومن لا يتطور يتراجع ويصبح من الماضي.. فكم طبيب لايعرف لغة أجنبية أو لم يعد إلى مراجع حديثة أو أجرى دورات تدريبية وكم مهندس أو معلم اتبع دورات مفيدة في عمله وأدت إلى مضاعفة إنتاجيته وتخلص من أميته في استخدام الحاسوب؟! .‏

ولئن كان الباحثون يميزون بين التدريب والتعليم والتنمية، فالأول هو إكساب مهارات وتطوير قدرات وتجديد معلومات، بينما يتضمّن الثاني معلومات عامة وواسعة قد لاتتوافق مع سوق العمل ولا مع التخصصات الدقيقة والثالث يكمل سابقيه.‏

فإنه ليس معيبا الاعتراف بقصور التعليم بأساليبه وأجهزته التقليدية عن إعداد الكوادر المؤهلة تماماً للعمل مباشرةً عند تخرجها، إنما العيب في عدم الاهتمام بالتعليم المستمر الذي يلاحق التغيير المستمر والتطور السريع للعلوم والمعارف، والتقدم الهائل في الحواسب والبرمجيات ووسائل الاتصال وغيرها بل لابد أن يسبقها ، وكل ذلك يجعل من التدريب ضرورة حتمية وليس بريستيجاً أو تهرباً من الوظيفة والدوام اليومي الغائب أصلا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1022
القراءات: 929
القراءات: 997
القراءات: 986
القراءات: 906
القراءات: 1005
القراءات: 942
القراءات: 932
القراءات: 955
القراءات: 964
القراءات: 951
القراءات: 947
القراءات: 3827
القراءات: 941
القراءات: 958
القراءات: 1016
القراءات: 995
القراءات: 948
القراءات: 964
القراءات: 1092
القراءات: 989
القراءات: 1576
القراءات: 1035
القراءات: 995
القراءات: 998

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية