تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أثبت أنك مواطن واصنع ماشئت

معا على الطريق
الخميس 12-2-2009م
عبد النبي حجازي

في سبعينيات القرن الماضي أيام كانت أسعار السيارات السياحية في بلدنا خيالية, وكانت مرقعة، هيكلها أمريكي ومحركها ألماني ومقودها فرنسي،

اشتريت سيارة (بيك أب) بلوحات زراعية واتجهت بها من حرستا إلى جيرود على الطريق القديم فاستوقفني شرطي بين دوما وعدرا وتلبّث عند دراجته النارية .‏

قال لي صاحبي :‏

ـ ترجل واعطه أوراقك. ‏

ـ عليه أن يأتي إليّ كما هي الحال في البلاد المحترمة .‏

فتقدم الشرطي نحوي مكفهراً ومدّ يده، أوراقك .. قلت له وأنا أسلمه الأوراق:‏

ـ ألم تجد غيري تستوقفه ؟‏

ـ ومن حضرتك ؟ ‏

ـ مواطن . ‏

ـ لماذا لم تقل من الأول ؟‏

وأعاد لي الأوراق دون أن يفتحها , كنت عائداً إلى البلد بعد غياب أربع سنوات (مدرساً معاراً في الجزائر) سألتُ صاحبي : ‏

ـ هل أصبح لكلمة مواطن هيبتها في بلدنا ؟ ‏

ـ أظن أن الشرطي فهم منها أنك رجل مهم .‏

كان العرب في القرن الماضي رعية وبعد ظهور الأحزاب التقدمية ببلاد الشام ومصر والعراق في أواسط القرن صار الرعية مواطنين على الورق وفي الأدبيات السياسية لكنهم مازالوا في البلاد الأخرى رعية , ثم أخذ لقب جديد هو (الإنسان العربي) يترسخ للتوكيد أن العربي (إنسان) ولاشيء آخر .‏

وإذا انتقلنا إلى القرن الحادي والعشرين نرى أن هذه المواطنية (الهشة) هي التي أوغرت صدر أمريكا والغرب وإسرائيل أن يدمروا العراق وجنوب لبنان , وغزة , وأن ينهنهوا الضفة الغربية ويهتكوا أستارها.‏

anhijazi@GmaiL.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1286
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1306
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية