عناوين عريضة تنافس عليها المرشحون على اختلاف عقائدهم الحزبية ، تماهياً مع مزاج الشارع الصهيوني وكسباً لأصواته .
ووحده السلام كالمعتاد ظل الغائب والمغيب عن الساحة الانتخابية وبرامج المتنافسين ، إلا فيما خص تكرار الرفض للاستحقاقات المفضية إليه جميعاً ، بلاءات أطلقها الليكودي بنيامين نتنياهو تعهد فيها بعدم الانسحاب من الجولان المحتل ، أو القبول بقيام الدولة الفلسطينية وتقسيم القدس وتوعد باستكمال محرقة غزة ، مستبقاً بذلك النتائج وقاطعاً الطريق على أي تفكير ، بإمكان أن تتمخض عن شريك فعلي في التسوية .
ومع الإدراك العميق أن لا خلافات جوهرية بين أي من المرشحين الصهاينة ، فيما يتعلق بالقضايا الأساسية المتصلة بالصراع ، والموقف من الفلسطينيين وحقوقهم وتطبيق القرارات الدولية ، والاقتناع ان الكل مصنف في خانة الصقور ، فإن استمرار الرهان على التغيير والاعتدال في السياسة الصهيونية ، هو نوع من الخداع والهروب والقبول بمسرحية الانتخابات والتعويم للأزمة ، الذي يسمح لحكام تل أبيب بمواصلة المناورة وإبداء التعنت المفضي للمزيد من الحروب وسفك الدم الذي لم يشبعهم في غزة .
وبصرف النظر عن النتائج التي أظهرت تقدم عصبة القتل والإجرام ممثلة بحزب كاديما بفارق لا يذكر عن الليكود ، فإنه لمن المستهجن والمدان أن تمر العجرفة والغطرسة والعنصرية الصهيونية هذه ، دون تعليق أو ردة فعل مناسبة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، والغرب المتبجح بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، ولكأن هذا الخطاب العدواني لا يعنيها في شيء ، فيما يحاسب الإنسان العربي في هذه المنطقة على النوايا وحتى على نسمة الهواء التي يتنفسها ؟!