بمعنى أنه إذا كان خروج مصر من معركة الصراع العربي الإسرائيلي يبعد احتمالات الحرب، فإن غياب سورية عن مشروع السلام لا يسمح بقيام هذا المشروع.
هذه المقولة تشتت الموقف العربي الممكن إلى مواقف مستندة إلى طعنة كامب ديفيد..وتجعل من القضية العربية «الفلسطينية» التي تعبّر عن نفسها بالصراع العربي الإسرائيلي, مجموعة قضايا ثنائية بين اسرائيل من جهة وكل دولة عربية وحدها من جهة أخرى..ورأينا بعد مؤتمر مدريد كيف انهار التنسيق العربي في محادثات السلام وتشظى إلى محاولات ثنائية انتهت الى اتفاقي وادي عربة وأوسلو.
لكن تبقى الحقيقة الأكيدة أن السلام إما أن يكون شاملاً أو أنه لايكون، حتى لو وقعت إسرائيل على مجموعة اتفاقيات ثنائية مع دول عربية.
هناك فرق بين السلام العادل الشامل وبين اتفاقية سلام بين أي دولة عربية و«إسرائيل».. ولو كانت هذه الدولة هي سورية. السلام النهائي يتطلب انتفاء الشعور بالظلم والخسارة حيث يترك هذا الشعور الباب مفتوحاً لعودة العداء، ويطرح فكرة الحرب من جديد.. وكما قال الراحل الخالد حافظ الأسد: «ليس من أمة استمرت ضعيفة على مدى التاريخ ولا من أمة استمرت قوية على مدى التاريخ».وبالتالي فإن السلام الذي يقوم على حتمية تفوق إسرائيل على العرب ولو كانوا من دون مصر هو سلام لن يدوم.
هذا القول كان رداً على الموقف الإسرائيلي المتعنت في قضية السلام والذي أساسه شعور «إسرائيل» بأن قوتها لا تترك مجالاً لأي حرب قادمة بعد كامب ديفيد.
لا شك أن مقولة.. لا حرب من دون مصر قد سقطت أكثر من مرة.. سقطت في لبنان مرتين.. وسقطت مؤخراً في غزة... والسقوط لم يكن فقط لأن الحرب قامت هنا وهناك.. بل لأن «إسرائيل» خسرت الحروب الثلاث ،هذا هو الجديد الذي تحاول «إسرائيل» أن تنسيه للعرب وهي لم ولن تنساه؟!.
لقد قلبت المقاومة كل المقولات ، ليس من باب الرفض والفعل السلبي فقط، بل أيضاً بالنصر الممكن والمتحقق، وعدّلت المقولة إلى:السلام والحرب.. مقاومة.
المقاومة فكراً وفلسفة وأداء هي التي تقيم السلام، لأنها رفض للاحتلال .. وهي التي تواجه في الحرب،وهي التي كان لها أن تنتصر قالبة المعادلة ورافضة مقولة أن لاحرب من دون مصر.
وبكل الاحوال ان الشارع المصري..عربي.. مقاوم ورافد مهم لهذا الكفاح الخلاق الذي أصبح حقيقة، ومن العبث محاولة القفز فوقها.
الأيدي الممدودة للسلام في المنطقة -وبينها يدنا- لاتستجدي من أحد، إنما هي تؤمن بأمن واستقرار المنطقة.. السلام خيارها على قاعدة المقاومة لا التسليم بالمقولات المكتوبة في لحظة هزيمة في التاريخ.. وليس للهزيمة أن تستمر..
أستغرب فعلاً أن تستقطب الانتخابات الاسرائيلية عربياً واحداً في موقع القرار أو خارجه ليعلو ضجيجها فوق صوت انتصار غزة، رغم ما يطرحه هذا الانتصار من حقائق حري بكل عربي التمسك بها.
لندعهم ينتخبون.. ولنتجه للمقاومة.. هل ثمة من يشك أنهم هم الذين سيتتبعون أين نحن؟!
a-abboud@scs-net.org
تعليقات الزوار |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 12/02/2009 00:15 |
خاتمة المقال أهم مافي المقال, فلو توحدنا في مقاومة حاسمة فستأتي إسرائيل إلينا صاغرة. وبغض النظر عمن يحكمها أو يرأسها.
أما فكرة عدم صواب أنه لاحرب من دون مصر فأنا أختلف مع الكاتب بها, فالمقصود بها هو الدول العربية كأنظمة حكم وليس كحركات مقاومة, وقد رأينا بعد كامب ديفيد وخروج مصر من دائرة الصراع العسكري أنه لم تدخل ولادولة عربية واحدة حربا مع إسرائيل, فالمقولة إذن صحيحة حتى اللحظة. |
|
جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 12/02/2009 07:10 |
يخطئ خطأ فادحا من يعتقد أن الولايات المتحدة ممكن أن تفكر بالتراجع عن سياساتها و مصالحها في المنطقة دون مقاومة مسلحة و دون تضحيات كبيرة, إذا فماذا نقول عن الذي أحتلت أرضه و شرد شعبه؟ الآن نحن وصلنا إلى وضع لا نحسد عليه فيما يتعلق بالعلاقات العربية العربية, إن النظام العربي الحالي هو أسؤ من الإحتلال نفسه في ظل هذه الصراعات التي تعصف بالأمة العربية. لكي نكون أقوياء في إدارة المفاوضات لا بد وأن نكون قوة إقتصادية فعلية و جدية و لها تأثير واقعي يفرض نفسه على الساحة الدولية. آن الوقت أن نتعامل مع الإدارة الأمريكية بجدية و نفهمها أن أسلوب التعامل مع القضايا العربية بهذا الشكل سيعرض مصالحها للخطر الحقيقي و إلا كيف؟ |
|
وفيق ، الضيعة |  بعد انتهاء حرب تشرين خسائر العدو كثيرة اما خسائرنا فلا شيء | 12/02/2009 15:12 |
لقد ادرك الرئيس الراحل حافظ الاسد وبحكم فطنته السياسية الكبيرة المعروفة عنه ان الاعتماد على الجيوش العربية في وقتنا هذا في اي حرب قادمة مع اسرائيل هو ضرب من الخيال بعد الاخفاقات الخيانية والتآمرية سواء مع مصر السادات او العراق صدام ، فما كان من هذا القائد السوري التاريخي سوى الذهاب نحو المقاومة المسلحة من اجل تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو الاسرائيلي دون عناء يذكر ، وقد حقق ذلك باعجوبة هائلة لم يذكر التاريخ مثيلها . اخيرا من يقول بان سوريا لا تحارب فهو واهم واهم واهم لان المقاومة اللبنانية هي مقاومتنا والمقاومة الفلسطينية هي مقاومتنا ، ولكن ومرة اخرى وبسبب الفطنة السياسية لهذا القائد الراحل ومن بعد الرئيس بشار الاسد فان خسائر العدو لاتحصى مقارنة بالخسائر السورية التي تكاد لا تذكر . ومن يستطيع نكران هذا الامر او حتى التفكير في مجادلته فعليه نطح رأسه في اي حيط . |
|
عادل |    | 12/02/2009 15:26 |
رب ضارة نافعة.. فقد كانت احد نتائج خروج مصر من الصراع هو انشاء المقاومة التي حققت المعجزات حتى يومنا هذا وفشل العدو عن تحقيق اية مكاسب في حربه معها ، الاخ اسعد اصاب بهذا التفسير المستفيض في وقت حيث الكثير لا يستطيع اجادة القراءة . |
|
نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 12/02/2009 16:00 |
لا ادري من اطلق هذة المقولة لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سوريا فماذا تسمون انسحاب اسرائيل من لبنان عام 2000 وهزيمتها عام 2006 وفشلها في حربها على غزة فالمقاومة بكافة اشكالها نوع من انواع الحرب ولكن الاهم هو بقاء واستمرارية الفكر المقاوم المقرون بالنتائج التي حققتها في الحروب التي فرضت عليهاوالتي خرجت منها بانتصارات مذهلة .وهذا ما ادى الى سقوط هذة المقولة . |
|
|