لقد تبدل المناخ وتغير ما كان سائدا طيلة عقود فالثلوج التي كانت تعزل مناطق واسعة من البلاد لم نعد نراها الا نادرا وعلى ذرى الجبال كبقع بيضاء سرعان ما تتلاشى.. ومعدلات الامطار لم تعد تلك المعدلات المرتفعة فلم نعد نرى الانهار التي تغذيها والسيول فلا بردى كعهده يشكل فيضانات في شوارع دمشق ولا الاعوج يعرف طريقه الى بحيرة العتيبة ولا الينابيع التي كانت تشكل شلالات ومساقط للمياه .
لقد تبدلت تلك الصورة وبات الجفاف يهدد الزراعة والمواسم ومصادر المياه المتجددة والمياه الجوفية وبتنا نخاف من العطش وصعوبة تأمين مياه الشرب!!.
والخوف كل الخوف من سنة ثالثة على التوالي من الجفاف رغم تفاؤلنا بالامطار التي هطلت في اليومين الماضيين وتساقط الثلوج على المرتفعات وبأن الامطار عندنا قد تأتي متأخرة في فصل الربيع كما حصل في السنوات السابقة.
ونحن امام حالة تحد للجفاف وما سينجم عنه من تداعيات على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني وعلى الانتاج برمته وعلى الخطط الزراعية والمشاريع الاستثمارية التي تعول عليها الكثير.
وتحدي الجفاف ومواجهته لا يتم بالامنيات والوقوف متفرجين بل بالاسراع بتطبيق خطة ترشيد استهلاك المياه في مجال الزراعة والصناعة والاسراع في التحول الالزامي الى اتباع طرق الري الحديث بعد تأمين كافة المستلزمات.
كذلك الاسراع في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية للاستفادة القصوى من مياه الفرات ودجلة وتوسيع رقعة الاراضي المروية وعدم استنزاف المياه الجوفية واستثمارها بطرق علمية.
اضافة الى ضرورة حماية مياه الينابيع والمياه الجوفية من التعديات وتنفيذ مشاريع محطات معالجة المياه المالحة والاستفادة منها في مجالات الري.