كثيرة هي الوقائع التي تدلل على فشل استراتيجية بوش, وكثيرة أيضاً هي الرؤى الديمقراطية والجمهورية التي ترى كل التفاصيل, والداعية إلى إحداث تغيير جذري في الاستراتيجية وإلى وضع رؤية وتصور جديد يرسم معالم مقاربة واقعية لحل لابد أن يبنى على عنصري خفض عديد القوات ووضع جدول زمني للانسحاب.
هذه الرؤى التي كان قد عبر عنها الديمقراطيون في مشروعات قوانين أجهضها الفيتو الرئاسي ,عززها أعضاء جمهوريون بارزون مثل تحولهم عن مواقف سابقة وتراجعهم عن تأييد بوش تحولاً مهماً ينذر بحصول انشقاقات مؤثرة داخل الحزب الجمهوري تميل إلى تبني تقرير بيكر -هاملتون بالمطلق.
وإن تأكيد الاعضاء الجمهوريين في الكونغرس من جوردون سميث وجون وارنر وأوليمبيا سنو واليزابيت دول إلى شياك هاجل وريتشار لوغار وجورج فوينو فيتش ..وغيرهم أن إدارة بوش لم تعد تملك أي فرصة للنجاح يؤشر بوضوح إلى أن معركة حامية لن تكون في مصلحة بوش ستدور في أروقة الكونغرس.
ومما لا شك فيه أن التحاق هذه الوجوه البارزة بالأغلبية الديمقراطية سيكون مؤثراً وعنصراً حاسماً في المعركة السياسية الوشيكة, اذ لايمكن تجاهل اجتماعهم على الرؤية التي تقول: إننا نقف اليوم على مفترق طرق حاسم, فإما أن نتبع الأمل المفقود بحكم عدم وجود أي امكانية للنجاح في العراق, واما أن نتبع الواقعية التي يجب علينا التعامل معها مهما كانت الاثمان في اشارة إلى أن الانسحاب التدريجي مع المستوى الحالي من الخسائر هو أفضل بكثير من الانسحاب تحت النار الذي هو اقرب إلى الهزيمة المذلة التي ستفقد أميركا سمعتها وهيبتها وتلحق العار بها لعقود وعقود.
وقريباً سيقدم بترايوس وكروكر تقريرهما الذي ربما يمارسان التكاذب فيه, لكن ادارة بوش ستجد نفسها محاصرة ومحشورة في الزاوية الأضيق, وربما ستكتشف سريعاً أنه كان الاحرى بها والأجدى لها لو تعاملت بجدية مع توصيات بيكر هاملتون.