والتي تٌعطي تصوراً غير واقعي للحياة الاقتصادية والاستهلاكية, لا سيّما وأنَّ الدعم يشحذ الهمم لمزيد من الهدر واللامبالاة..
ولكن الحكومة - على مايبدو - قد استبقت الامور كثيراً, وقتما أعلنت عن نيَّتها للبدء باعادة توزيع الدعم, لأنَّ هذه الخطوة, تحتاج فعلياً إلى خطوات تسبقها, وتشكل قاعدة متينة قادرة على استيعاب رفع الدعم, أو حتى إعادة توزيعه, ولعلَّ أهمَّ هذه الخطوات السابقة تتمثل في تحسين مستوى الدخل فعلياً على أن يبدأ هذا من خلال زيادات ملحوظة في الرواتب والاجور, حتى وإن كانت بعض هذه الزيادات غير مغطاة, وتوصلنا إلى نتائج تضخميَّة.
لذلك.. فإنَّ إصرار بعض أعضاء الفريق الاقتصادي - أو ربما كلّه على عدم تمويل التضخم, قد يكون إصراراً خاطئاً عملَّياً , من حيث النتائج العملية وردود أفعال الناس, حتى وإن كان صحيحاً نظرياً.
وفي هذا السياق نعتقد أنَّ الحكومة استعجلت كثيراً في إعلانها عن نواياها بإعادة توزيع الدعم, ليس لعدم التأسيس عملياً لمثل هذه الخطوة فقط, وإنما لعدم الترويج الجيد لهذه الخطوة أيضاً, لاشك بأن الاعلام.. هو المنبر الأكثر تأثيراً وترويجاً , ولكن لابَّد من أن يكون استثماره صحيحاً, ولابَّد من أن تقوم الحكومة بنفسها وبذاتها بإقناع الناس, وعبر الاعلام الذي يرحب بما تقوله الحكومة .. ولكنه سوف يرحب بما يقوله الناس أكثر.
ali.gdeed@gmail.com