تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اختفى خاشقجي في بحر الكذب و النفاق..

خَطٌ على الورق
الثلاثاء 9-10-2018
أسعد عبود

بشكل ما، تُذَكِر حكاية جمال خاشقجي بمحنة سعد الحريري.. لولا أن النتيجة قد تكون أكثر دموية وأعتى جريمة، الشبه يأتي من خوض الحكايتين في بحار الكذب والنفاق وإخضاع كليهما للتسييس الساذج، بل من العيب أن نصف هذه السلوكيات المجرمة بالسياسية.

قد تتغير المعطيات ريثما تظهر هذه المقالة على الملأ، وما لن يتغير حولها هو ما سأتعرض له في هذه المقالة.. في كل الأحوال أنا لست محققاً جنائياً، وأعدكم أن أحافظ على مهمة ودور الإعلامي.‏

أنا بالتأكيد ضد الجريمة... ومن باب أولى أنا ضد هذا الشكل من الجرائم.. المعتمدة على الخطف والكذب والنفاق والادعاءات التي لا هدف لها سوى تعميم الكذب ومحاولة تعمية العقل للوصول إلى أهداف غير شريفة ولا أخلاقية.. هذا الشكل من الجرائم المتعمدة المخطط لها والتي تمارسها أجهزة مخابرات ومؤسسات ترتبط بحكومات ليس جديداً.‏

مع فرق التشبيه الأكيد.. تذكرون جريمة اختفاء المناضل المغربي الشهيد المهدي بن بركة..؟؟ الذي اختطفته المخابرات المغربية بالتعاون مع المخابرات الفرنسية وأخفته واتهموا فيما بعد الجنرال أوفقير الذي كان حين وقوع الجريمة وزير داخلية الحسن الثاني.. ثم انتهى مفعوله وتمت تصفيته في المغرب بعد اتهامه بمحاولة انقلابه على مولاه الملك.‏

حتى اليوم لا حقيقة راسخة مؤكدة عن مصير المهدي بن بركة.. مات السر مع أوفقير الذي دفنوا سره معه.‏

قلت مع فرق التشبيه.. وسأقوم فوراً بالتفريق.. فشتان ما بين المناضل العربي الكبير.. وما بين خادم الأسرة السعودية بلا تحفظات ولا حدود جمال خاشقجي.. هو فقط ذهب ضحية صراع العائلة السعودية.. وبعيد كل البعد عن أن يكون شهيد الحرية أو الإعلام الحر.. هو ضحية بيعه لكل هدف أو خلق ليجري وراء أسياده في الأسرة السعودية.. أنا كإعلامي لا يشرفني أبداً أن يقرن اسم هذا المنافق الكذاب بعنوان الحرية والإعلام.‏

طبعاً هذا شيء وجريمة إخفائه وما تبعها من مجاهيل.. شيء آخر..‏

ومن السذاجة فعلاً أن نتهم المخابرات السعودية ومحمد بن سلمان.. ونظهر المخابرات التركية كأنها محقق الحق.. والباحث عن الحقيقة..!!‏

لا يمكن لهذه الجريمة، حتى وإن بقيت في حدود الخطف والإخفاء، أن تتم دون تعاون المخابرات السعودية مع المخابرات التركية.. ولا معنى لدموع أردوغان السخية المدعية.. مخابرات كلا البلدين وحكومتاهما لهما التاريخ الأسود في هذه المسألة.‏

بالأمس دخل رجل أمن أردوغاني إلى احتفال منظم بحماية وإدارة الأمن التركي فقتل السفير الروسي بكل دم بارد بعد أن وجه له خطاباً توضيحياً... هل تم ذلك بعيداً عن أعين وخطط المخابرات التركية..؟!‏

أما المخابرات السعودية فتاريخها أسود، في تصفية معارضيها.. هل تذكرون الراحل ناصر السعيد.. لقد خطفوه وقتلوه وأخفوا كل معالم الجريمة.. وساعدتهم مخابرات دول أخرى على تنفيذ جريمتهم.. ومضت الحكاية دون أن تستثير الإعلام المنافق..‏

الملك عبد الله هدد علناً وأمام مؤتمر القمة العربي الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالقتل..؟! (والسح دح نبو.. والود محمد بن سلمان طالع لبوه).. لعائلته..‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 645
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 954
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1073
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1038
القراءات: 1077
القراءات: 1334
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1208
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية