التدخلات الخارجية والموروث الشعبي والديني والمذهبي والسياسي والاجتماعي والإداري والمعيشي من جانب، وبين المطلب والغاية والهدف المقصود،
فسنوات العدوان الصهيوني والغربي الاستعماري بشكله الإرهابي تركت ندوباً وجروحاً واختلافات فكرية وفلسفية وعقائدية انعكست سلوكاً وممارسة تبتعد عن القيم الأصيلة لمجتمعنا السوري، حيث كان يمثل حالة تكامل وأنموذجاً متفرداً في العيش والتعاون والتعاضد المستند لأخلاق موروثة جيلاً بعد جيل، وقيم أصيلة قدمت الدليل على إمكانية تجاوز المشكلات والعدوان والضغوط بالمزيد من التماسك والالتفاف الوطني في أصعب الظروف الخارجية والداخلية، وهو السبب الأساس في تركيز العدوان الصهيوني والغربي الاستعماري بشكله الإرهابي على سورية بخاصة خلال استهدافه للوطن العربي الكبير باعتبار أن حزب البعث العربي الاشتراكي وما تمثله الدولة الوطنية في سورية من حامل فكري وعقائدي لنهضة الأمة العربية، فكان استهداف الفكر والقيم والعادات والعلاقات الاجتماعية من جانب قوى البغي والعدوان وتوظيف مجموعة عملاء، كان الإرهابيون أداتهم التنفيذية في زرع الخراب والدمار وتخريب بنية الاقتصاد والإدارة بما يحرم المواطنين من الحصول على موارد رزقهم بما يكفي احتياجاتهم فيتغير سلوكهم ويتجرؤون على خرق القانون.
هذا الواقع المعقد والمتداخل يستدعي قرارات استثنائية من القوة بمكان بحيث تكون قادرة على فعل التغيير المنشود خلال فترة قصيرة، وتطبق القانون بحزم من دون تمييز مع تأمين فرص العمل المنتج والحد من أشكال الاقتصاد الطفيلي والمدمر، وهي مهمة شديدة الصعوبة، لكنها ليست مستحيلة.