وحين يخفق التآمر الخارجي في كسر إرادة صمود سورية وثباتها على رفض مخططات استباحة الأرض العربية ومصادرة حرية الانسان العربي وطموحاته المشروعة في تحرير المحتل من أرضه وضمان استقلاله واستقراره,تتحرك هذه القوى باتجاه زعزعة استقرار سورية عبر توظيف فئات ضالة وضليلة, أعماها حقدها عن رؤية جادة الصواب فارتضت لنفسها أن تكون أدوات رخيصة بأيدي هذه القوى تمارس الإرهاب بأوامر خارجية لاعتباره أقصر الطرق وأسهل الأساليب وأشدها مكراً وخبثاً للنيل من استقرار سورية ومواقفها الرافضة لسياسات الاحتلال والهيمنة والابتزاز.
والتحرك الذي تقوم به بعض المجموعات الارهابية في داخل سورية بين الفينة والأخرى, وكان آخر فصوله صباح الجمعة الفائت وردّت عليه عناصر مكافحة الارهاب بالحزم المطلوب,وأجهضته قبل تنفيذ أهدافه القذرة, يجسد أبشع أوجه هذا التآمر الذي يتم التخطيط له من الخارج, وتناط مهمة تنفيذه بأدوات عميلة وبدعم من قوى موتورة في الجوار.
وتزامن هذا التحرك مع تزايد حدة مأزق قوى المشروع الاستعماري الجديد الذي يستهدف إطباق السيطرة الصهيو- أميركية على المنطقة عبر سياسات الاحتلال المباشر والضغوط والتهديدات والفوضى (الهدامة) يكشف عن أن القوى التي تقف وراءه وتبرمج خططه وتوظف أدواته بالمال والسلاح هي تلك التي تعاني أزمة إحباط مشروعها الشرق أوسطي من العراق إلى فلسطين فلبنان والسودان, وإلى جانبها بالطبع القوى المتواطئة معها من داخل المنطقة.
مطلوب زعزعة استقرار سورية وتهديد أمنها الداخلي عندما لاتنجح الضغوط والتهديدات الخارجية في إجبار سورية على التخلي عن بوصلتها السياسية, لكن ما فات القوى المخططة لهذا التآمر بوجهيه الخارجي والداخلي أن سورية وقد خبرت التعامل مع هذا التآمر وعرفت كيف ترد كيده إلى نحور مبرمجيه, ستظل بقوة تلاحمها الوطني عيناً ساهرة على أمنها واستقرارها,وقوة عصية على الأخذ من الخارج والداخل.